أكد الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، أن استضافة مصر للنسخة الحادية عشرة من قمة منظمة الدول الثماني الإسلامية للتعاون الاقتصادي (D8)، والتي تنعقد تحت شعار "الاستثمار في الشباب ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة: تشكيل اقتصاد الغد"، تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والدول الأعضاء.
وأوضح غراب في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن القمة التي تضم في عضويتها بنجلاديش، إندونيسيا، إيران، ماليزيا، نيجيريا، باكستان، تركيا، ومصر، تتيح فرصة لعقد لقاءات ثنائية بين مصر وبقية الدول المشاركة على مستوى الرؤساء والوفود، ما يسهم في عرض الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر.
وأشار إلى أن الإصلاحات الاقتصادية والتشريعات المحفزة التي قامت بها مصر، بالإضافة إلى المشروعات الكبرى مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تجعل مصر وجهة مثالية للاستثمارات القادمة من الدول الأعضاء.
وأشار غراب إلى أن دول المنظمة، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليار نسمة وناتجها الإجمالي حوالي 5 تريليون دولار، تمتلك سوقًا ضخمًا وإمكانات هائلة لتعزيز التجارة البينية وتحسين أوضاع الدول النامية اقتصاديًا.
وأضاف أن قيادة مصر للمنظمة هذا العام ستدفع التعاون في مجالات متعددة تشمل الصناعة، الزراعة، التجارة، السياحة، التعليم، الصحة، وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهو ما يعزز الشراكة الاقتصادية ويؤسس لتكامل اقتصادي فعّال بين الدول الأعضاء.
وأكد غراب أن مصر تسعى بشكل جاد لاستكمال اتفاقية التجارة التفضيلية بين الدول الثماني ووضعها حيز التنفيذ، مع تعزيز دور القطاع الخاص في المبادلات الاقتصادية. وأضاف أن التعاون مع دول متقدمة صناعيًا مثل تركيا وماليزيا، والتي تمتلك تقنيات وتكنولوجيا متطورة، يفتح آفاقًا لنقل الخبرات إلى مصر.
وأوضح أن مصر تتمتع بمزايا فريدة تجعلها بوابة لأفريقيا ومركزًا لوجستيًا يمكن من خلاله تصنيع المنتجات بالتعاون مع شركاء المنظمة، ثم تصديرها إلى دول القارة السمراء وأوروبا، مستفيدة من الاتفاقيات التجارية التي تقلل تكاليف الشحن والجمارك.
وأشار غراب إلى أن القمة تُمثل دفعة لتعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء، خاصة أن حجم هذه التجارة لا يزال محدودًا ولا يتجاوز 7% من إجمالي حجم تجارتها العالمية، وتسلم رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية رئاسة غرفة مجموعة الدول الثماني، وهو ما سيُسهم في زيادة حركة التجارة البينية، وفتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية داخل دول المنظمة، مع إمكانية استخدام العملات الوطنية في التبادل التجاري.
واختتم غراب حديثه بالإشارة إلى أن الجهود التي تبذلها مصر لتفعيل آليات التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء يمكن أن تجعل المنظمة قوة فاعلة على الساحة الاقتصادية العالمية، مع تحقيق مكاسب متبادلة لجميع الأطراف.