القهوة مشروب شائع في جميع أنحاء العالم، وله مجموعة من الفوائد الصحية، وقد أظهرت الدراسات أن تناول القهوة يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري، ومرض الكبد الدهني غير الكحولي ، والسرطان، والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومؤخرًا تمكن العلماء من تحديد علاقة أيضية بين استهلاك القهوة ووفرة الكائنات الحية الدقيقة المعوية المحددة عبر مجموعات سكانية مختلفة من البشر.
يمكن أن تُعزى الفوائد الصحية للقهوة إلى محتواها من البوليفينول، حمض الكلوروجينيك، وهو بوليفينول أساسي في القهوة، يتم استقلابه بواسطة الكائنات الحية الدقيقة المعوية إلى حمض الكافيين وحمض الكينيك ومستقلبات أخرى. كما وجد أن ميكروبات الأمعاء التي تساعد في استقلاب القهوة تتوسط تأثيراتها الصحية.
أفادت العديد من الدراسات أن تناول القهوة يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في تكوين ميكروبات الأمعاء وتنوعها لدى الأفراد الأصحاء.
وأفاد علماء الدراسة الحالية أن من بين أكثر من 150 عنصرًا غذائيًا، يُظهر القهوة أعلى ارتباط بتكوين ميكروبات الأمعاء لدى أكثر من 1000 فرد، و أجرى العلماء تحليلاً متعدد الجينات لعينات ميتاجينومية تم الحصول عليها من أكثر من 22000 فرد قدموا تقارير مفصلة عن استهلاكهم للقهوة على المدى الطويل، بالإضافة إلى ذلك، قاموا بدمج هذه النتائج مع البيانات العامة من أكثر من 54000 عينة، تشمل مجموعات سكانية متنوعة، بما في ذلك المجموعات غير الغربية، والمواليد الجدد، والأفراد الذين يعانون من أمراض محددة.
وكشفت النتائج عن وجود ارتباط قوي بين تناول القهوة وتركيبة ميكروبات الأمعاء عبر مجموعات الدراسة المختلفة.
وأظهرت ميكروبات الأمعاء تركيبات مميزة لدى شاربي القهوة مقارنة بغير الشاربين، مع تأثير متواضع على التمييز بين مستوى شرب القهوة.