أكد الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة ، أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة تغير المناخ ، حيث تتضمن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية أدوات للتنبؤ بالطقس وتتبع الجبال الجليدية وتحديد التلوث..مشيرا إلى أن خوارزميات التعلم الآلي المتقدمة تقوم بتحليل مجموعات بيانات واسعة، تتضمن متغيرات مثل درجة الحرارة وهطول الأمطار وتكوين الغلاف الجوي وهو ما يتيح تنبؤات مناخية أكثر دقة، بما يساعد العلماء وصانعي السياسات على توقع التغيرات في أنماط الطقس والأحداث المتطرفة والاستعداد لها.
وقال شراقى في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط في ختام أعمال المنتدى العربي الثالث عشر الذي نظمه الاتحاد العربي للبيئة بمدينتى الأقصر وأسوان ، تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي ودوره في التنمية المستدامة" بمشاركة 250 شابا وفتاة من الجامعات في مصر والدول العربية، إن الموارد المائية في العالم تتأثر بارتفاع درجات الحرارة، حيث يزداد البخر وتزداد الأمطار والسيول والفيضانات في أماكن وتقل في أماكن أخرى، كما تظهر بعض الموجات الحارّة أو الباردة التي تؤثر مباشرة على الإنسان والإنتاج الزراعي الحيواني والنباتي.
وأشار إلى النشاط الشمسي ورصد ما يحدث باستخدام التلسيكوب والاجهزة الدقيقة وتحليل البيانات الهائلة باستخدام الذكاء الاصطناعى ومتابعة حركة الكواكب والنجوم ورصد النيازك ومدى تأثر الأرض وعمل نماذج رياضية لحماية الكوكب باستخدام الذكاء الاصطناعى والرصد الدائم لحركة الكرة الأرضية حول محورها وتأثره بالأنشطة الزلزالية وتحليل الملوثات البيئية ومعالجة البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعى للحد منها..لافتا إلى أهم مظاهر التغيرات المناخية من زيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون وارتفاع درجة حرارة سطح الأرض وزيادة منسوب سطح البحر وزيادة حامضية مياه البحر وكثرة العواصف والأعاصير ، كما حدث مؤخرا في إعصار ملتون بأمريكا وما قام به الذكاء الاصطناعى بدور هام في التنبؤ بالاعصار وبالتالى اخلاء المناطق المتضررة من السكان فى الوقت المناسب.
وأوضح شراقى :"أن الذكاء الاصطناعى هو تكنولوجيا حديثة يعطى أفضل التوصيات والنتائج على كم البيانات التى قام انسان بتزويدها له فإذا كانت البيانات صحيحة ستكون التوصية صحيحة ولكن ماذا لو كانت البيانات خاطئة لذلك هناك بعض المجالات أو المشروعات يجب الا يكون القرار النهائى للذكاء الاصطناعى فيجب تقييمها بشريا لتطبيقها" .
وأكد أن مصر تبذل العديد من الجهود للحفاظ على البيئة من انشاء محطات كهربائية شمسية ومائية وهوائية ومحطات معالجة مياه الصرف لاعادة استخدامها في الزراعة ومساهمتها في تحقيق الأمن المائى والغذائى حيث بلغت تكاليف مشروعات المياه والطاقة حوالى 20 مليار دولار.
وقد شهد البرنامج العلمي للمنتدى حالة من الإثراء بالتعامل مع جوانب قضية الذكاء الاصطناعي، والتدريب والتوعية بكل ما تشمله من معلومات وتفاصيل تؤكد أهمية الوعي البيئي بين الشباب لتحقيق أهداف التنمية حيث شارك في المنتدى نخبة من العلماء و المتخصصين، الذين أكدوا ضرورة تعزيز التعاون العربي المشترك لاستغلال الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات البيئية.
كما شهد المنتدى مشاركة العديد من الجامعات العربية مثل جامعة الأهرام الكندية وجامعة عين شمس وجامعة القاهرة وجامعة 6 أكتوبر وجامعة بني سويف الأهلية وجامعة المنوفية وجامعة بني سويف ووفد من الجزائر ومن فلسطين ومن تونس وغيرهم من الدول العربية والأفريقية.