قضى الدولار الكندي معظم عام 2024 متفاوتا في قيمته، حيث خاض معركة في نطاق متوسط قبل أن يستسلم في الربع الأخير ويتراجع إلى أدنى مستوياته في عدة سنوات. وتسبب أداء الدولار الأمريكي في الربع الرابع إلى ارتفاعه وضرب الدولار الكندي بشكل أكبر.
وارتفع زوج الدولار الأمريكي أمام الكندي إلى مستوى 1.4400 في نهاية العام، ليختتم تحرك الرسم البياني لعام 2024 بنحو 9% أعلى مما بدأه بالقرب من 1.3230.
وبدأ كل من بنك كندا وبنك الاحتياطي الفيدرالي دوره بخفض أسعار الفائدة في عام 2024، لكن وتيرة خفض أسعار الفائدة الأسرع والأكثر عنفًا من جانب بنك كندا أدت إلى هبوط الدولار الكندي مع اتساع الفارق في أسعار الفائدة بين الدولار الأمريكي ونظيره الكندي خلال النصف الثاني من العام.
وبلغ سعر الفائدة المرجعي الرئيسي لبنك كندا ذروته عند 5.0% في يوليو 2023، واستغرق الأمر ما يقرب من عام حتى يتحرك بنك كندا أخيرًا ويبدأ في تقديم تخفيضات أسعار الفائدة، حيث قدم تخفيضًا أوليًا بمقدار 25 نقطة أساس في يونيو 2024. ثم تبع ذلك أربعة تخفيضات أخرى خلال النصف الثاني من عام 2024، مع تسارع التخفيضين الأخيرين إلى 50 نقطة أساس لكل منهما.
ويبلغ سعر الفائدة في كندا الآن 3.25%، وهو ما يزال أعلى بكثير من أدنى مستوى له في عام 2022 عند 0.25% ولكنه لا يزال أقل بكثير من سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية الأمريكية، والذي انخفض فقط من 5.5% إلى 4.5% خلال نفس الفترة.
وأحجم بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة لفترة أطول بكثير من بنك كندا، حيث لم يقدم البنك المركزي الأمريكي أول تخفيض لسعر الفائدة الفيدرالي في عام 2024 حتى سبتمبر.
كما قدمت أسواق النفط الخام العالمية القليل من الدعم للدولار الكندي في عام 2024. وعلى الرغم من بدء العام بزخم صعودي من جانب واحد في الربع الأول، إلا أن أسعار النفط الخام تعرقلت بسبب الأداء الضعيف المستمر في توقعات الطلب العالمي على الوقود الأحفوري والتي لا تزال تتجاوز الطلب المحقق على الطاقة.
ولطالما كان ارتباط الدولار الكندي بأسعار النفط الخام استنتاجا متذبذبًا، ومع ذلك، أدى الانخفاض المستمر في أسعار النفط حتى منتصف عام 2024 إلى تقليص الإمكانات الصعودية للدولار الكندي.