يُعتبر قطاع السكك الحديدية في مصر من أقدم وأهم وسائل النقل التي تربط مختلف مناطق الجمهورية، وفي السنوات الأخيرة، نفذت وزارة النقل العديد من المشاريع التطويرية في هذا القطاع لتحسين الخدمات وزيادة الكفاءة، مما أسهم في تحقيق تأثير إيجابي على الاقتصاد الوطني.
تطوير بنية السكك الحديدية
في هذا الصدد، أوضحت خبيرة الاقتصاد وعضو الجمعية المصرية للتشريع السياسي، الدكتورة نجلاء عبد المنعم إبراهيم، أن أبرز إنجازات وزارة النقل في هذا المجال هو تطوير بنية السكك الحديدية من خلال تحديث العديد من المحطات، وصيانة وتطوير خطوط السكك الحديدية القديمة، بالإضافة إلى إنشاء خطوط جديدة لتعزيز تدفق الركاب والبضائع.
وأكدت نجلاء إبراهيم لـ«بوابة دار الهلال»، أن إدخال أنظمة إشارات إلكترونية متطورة على العديد من الخطوط، مما ساعد على تحسين إدارة حركة القطارات وزيادة الأمان.
مشروع القطارات السريعة
وعن إطلاق مشروع القطارات السريعة الذي يربط بين المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية، أوضحت أنه يعزز من حركة الركاب ويحسن كفاءة النقل بين المدن، مضيفة: "شملت مشروعات وزارة النقل تنفيذ القطارات الكهربائية في القاهرة الكبرى والمناطق المحيطة بها، بهدف تحسين النقل الجماعي وتقليل الضغط على الطرق البرية".
إضافة إلى ذلك، تم العمل على توسيع شبكة السكك الحديدية لربط المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية ومدينة 6 أكتوبر، وهو جزء من خطة الحكومة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال تحسين وسائل النقل الصديقة للبيئة وتقليل الانبعاثات الضارة.
وفيما يتعلق بأهمية خط سكة حديد ا(لفردان - بئر العبد) الاقتصادية أكدت، أنه جزء من مشروعات تطوير شبكة السكك الحديدية في مصر، ويهدف إلى تحسين الربط بين منطقة قناة السويس وسيناء، مما يعزز حركة نقل الركاب والبضائع في هذه المناطق الاستراتيجية.
يعكس هذا المشروع رؤية الحكومة المصرية لتعزيز البنية التحتية للنقل، وهو يرتبط بشكل مباشر بجهود التنمية الشاملة في سيناء وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
يمتد الخط على مسافة تقارب 100 كيلومتر، ويربط بين منطقة الفردان بالقرب من قناة السويس ومدينة بئر العبد في شمال سيناء، مما يسهل التنقل بين سيناء وبقية مناطق مصر.
وفي ختام حديثها أكدت أن هذا الخط له العديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية من بينها:
يساهم الخط في تسهيل حركة البضائع بين مدن قناة السويس وسيناء، مما يعزز النشاط التجاري والصناعي في المنطقة.
كما يعد الخط جزءًا من استراتيجية الدولة لتطوير بنية النقل في سيناء، مما يساعد في رفع مستوى المعيشة وفتح فرص عمل جديدة للسكان المحليين.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر الخط وسيلة نقل آمنة ومريحة للسياح الراغبين في زيارة مناطق سيناء التي تتمتع بموارد سياحية متنوعة، مما يعزز من نمو قطاع السياحة في المنطقة.
إنجازات السكك الحديدية خلال 2024
افتتاح محطة قطارات صعيد مصر
في إطار جهود تطوير منظومة النقل في مصر، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي في 12 أكتوبر الماضي محطة قطارات صعيد مصر في محافظة الجيزة، وهي محطة ذكية عملاقة ذات طابع فرعوني.
تمثل المحطة مركزًا حضاريًا متكاملاً وتُعتبر أحد أضخم مشروعات النقل في الشرق الأوسط، حيث تمت إقامتها على مساحة 239 ألف متر مربع (حوالي 57 فدانًا).
وتتميز المحطة بموقعها الاستراتيجي الذي يسهم في الربط بين عدة محاور رئيسية، مثل محور الفريق كمال عامر، ومحور روض الفرج، ومحور 26 يوليو، والطريق الدائري، إلى جانب التكامل مع وسائل النقل المختلفة، بما في ذلك السكك الحديدية، مترو الأنفاق، المونوريل، والنقل الجماعي.
إحصاءات التطوير في السكك الحديدية
خلال كلمته في افتتاح المحطة، أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل عن الإنجازات المحققة في مجال السكك الحديدية.
وأوضح أن عدد الركاب اليومي في عام 2014 كان حوالي 700 ألف راكب، بينما وصل اليوم إلى مليون راكب، مع التخطيط للوصول إلى مليوني راكب يوميًا بحلول عام 2030.
كما أشار إلى أن نقل البضائع عبر السكك الحديدية كان في عام 2014 يبلغ 4.5 مليون طن سنويًا، بينما ارتفع الرقم إلى 8 ملايين طن حاليًا، ومن المتوقع أن يصل إلى 13 مليون طن سنويًا بحلول 2030.
افتتاح خط السكك الحديدية بين الفردان وبئر العبد في سيناء
في 7 أكتوبر 2024، تم تشغيل خط السكك الحديدية بين الفردان وبئر العبد بطول 100 كيلومتر، وهو ما يعد نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية في سيناء.
هذا المشروع يعزز تنمية المنطقة من خلال تسهيل حركة المواطنين والسلع، ويدعم التنمية الاقتصادية وبناء المجتمعات العمرانية الجديدة.
خطة تطوير السكك الحديدية (2014 – 2024)
منذ عام 2014، شهدت السكك الحديدية المصرية طفرة كبيرة، حيث تم تنفيذ مشروعات تطوير شاملة تشمل خمسة محاور رئيسية: تطوير الوحدات المتحركة، تطوير البنية الأساسية، تحديث نظم الإشارات، تطوير الورش الإنتاجية، وتنمية العنصر البشري.
تهدف هذه المشروعات إلى رفع طاقة النقل، وتعظيم قدرة نقل الركاب والبضائع، وزيادة الأمان والسلامة على الشبكة.
مشروعات تطوير الوحدات المتحركة
- تم توريد 210 جرارات جديدة من إجمالي 260 جرارًا مخطط توريدها.
- تم استلام 6 قطارات من أصل 7 قطارات تم التعاقد عليها من شركة تالجو الإسبانية.
- تم توريد 914 عربة ركاب من إجمالي 1350 عربة.
- تم الانتهاء من إعادة تأهيل 1335 عربة من إجمالي 1385 عربة.
- تم توريد 475 عربة بضائع من إجمالي 1215 عربة مخطط توريدها.
تطوير البنية الأساسية للسكك الحديدية
- تم الانتهاء من تطوير 699 مزلقانًا من إجمالي 1120 مزلقانًا.
- تم تجديد مسافات سكة بطول 1368 كم و2090 مفتاحًا، وجاري تجديد 818 كم.
- تم تطوير 300 محطة، وجاري العمل على تطوير 122 محطة أخرى.
- تم تركيب بوابات إلكترونية في 5 محطات رئيسية لتحسين إدارة الحركة على الأرصفة.
مشروعات تحديث نظم الإشارات
يستهدف مشروع تحديث نظم الإشارات تحويل النظام الميكانيكي إلى نظام إلكتروني لزيادة الأمان والسلامة.
تم تطوير نظم الإشارات على 5 خطوط رئيسية بإجمالي أطوال 971 كم بتكلفة 18.5 مليار جنيه.
مشروعات إنشاء وازدواج خطوط السكك الحديدية
تم إنشاء عدة خطوط جديدة، مثل:
- خط الروبيكي - العاشر من رمضان - بلبيس بطول 63.5 كم.
- خط المناشي - 6 أكتوبر بطول 68 كم.
- خط كفر داود - السادات بطول 36 كم.
- خط الفردان - بئر العبد - العريش - طابا بطول 500 كم.
تطوير الورش الإنتاجية
تهدف خطة تطوير الورش إلى زيادة الإنتاجية ورفع الجودة بالتعاون مع شركات عالمية.
تم تطوير ورش التبين ومهمشة بالتعاون مع شركة جنرال إليكتريك، كما تم تطوير ورش الفرز بالتعاون مع شركة تالجو.
توطين صناعة النقل
بناءً على توجيهات الرئيس السيسي، تعمل وزارة النقل على توطين صناعة السكك الحديدية في مصر من خلال التعاون مع شركات عالمية لإنشاء مصانع محلية لتصنيع مكونات القطارات ووسائل النقل الجماعي، بما في ذلك التعاون مع شركات مثل ألستوم الفرنسية وتالجو الإسبانية، وذلك بهدف توفير العملة الصعبة، نقل الخبرات، وتصدير الفائض إلى الدول الإفريقية والعربية.