قال الدكتور أحمد فوزي، أستاذ التكنولوجيا والتحول الرقمي، إن الذكاء الاصطناعي يرافق الإنسان منذ أكثر من نصف قرن، حيث يعمل على خدمته وتطوير حياته، وأوضح أن الطفرة الحالية التي شهدها الذكاء الاصطناعي في عام 2024 ليست مفاجئة، بل جاءت نتيجة عملية تطور تدريجي بدأت منذ سنوات طويلة.
وفي تصريحات لـ"بوابة دار الهلال"، أشار فوزي إلى أن بدايات تطور الدوائر المتكاملة، التي تعد الأساس لتشغيل الأجهزة الإلكترونية كالحواسيب والتليفزيونات، تعود إلى خمسينيات القرن الماضي.
وأضاف أن تلك الدوائر كانت تعاني من صعوبة في تطويرها لتلبية جميع احتياجات الإنسان، إلا أن العقود التالية شهدت تطورات هائلة في هذا المجال.
وأوضح أن صناعة الدوائر المتكاملة توسعت بشكل ملحوظ في السبعينيات والثمانينيات، حيث تمكنت من استيعاب أكثر من مئة ألف مكون على شريحة واحدة، ومع مرور الوقت، تطورت تلك الشرائح لتحتوي على نحو 10 ملايين مكون على مساحة لا تتجاوز 2 ملم، مما أتاح للذكاء الاصطناعي تنفيذ مسائل حسابية معقدة بسرعة فائقة، تتفوق بمراحل على قدرة الإنسان.
وأضاف فوزي أن الذكاء الاصطناعي أصبح يستخدم اليوم في العديد من المجالات مثل مراكز الاتصال، والطب، وصناعة السيارات، ورغم تفوقه الكبير على الإنسان في السرعة واتخاذ القرارات، إلا أن الإنسان لا يزال يحتفظ بميزة التكامل والتوجيه، حيث يظل هو الموجه الرئيسي للذكاء الاصطناعي.
وأكد فوزي أن الذكاء الاصطناعي يمثل شريكًا قويًا في المستقبل، ولكنه يعتمد في النهاية على الإنسان لتوجيهه نحو تحقيق الأهداف المنشودة.