«الليلة الكبيرة يابا والعالم كتيرة».. بكلمات بسيطة وعفوية جسدت روح المولد وما يدور به، ومع لمسة شعرية تناسب البيئة الشعبية، قدم لنا الشاعر الكبير صلاح جاهين أوبريت "الليلة الكبيرة" والذي يعد من أشهر الأعمال التي كتب كلماتها وألفها، وأبدع في تلحينها سيد مكاوي وتحمل طابع البهجة والتلقائية، معتمدة على الإيقاعات الشعبية الفنية فهي من أبرز ما قدم مسرح العرائس في مصر.
واليوم في ذكرى ميلاد من صور لنا أجواء الموالد الشعبية وما تحتويه من مظاهر احتفالية ودينية وما يدور بها من طقوس تشمل حلقات الذكر، ألعاب السيرك، بائع الحمص، المراجيح، والعروض الفنية.
كما جمع الأوبريت بين النبرة الصوفية التي جسدها جاهين، والعرائس المتحركة المصصمة علي يد ناجى شاكر، وهو ما جعله محببًا للكبار والصغار على حد سواء، حيث ربطت بين العادات والتقاليد والطقوس الشعبية.
وتم تقديم العديد من الشخصيات المتنوعة التي تدل على الطابع الفلكلوري للمجتمع المصري وهم: "الأراجوز- بائع الحمص- بائع البخت- القهوجي- المعلم- العمدة- الراقصة- مدرب الأسود- الأطفال- المصوراتي- معلن السيرك- المنشد– الفلاح"، وعُرض للمرة الأولى في 1 مايو من عام 1961، ضمن برنامج العرائس الذي كان جزءًا من الثقافة الفنية في مصر وقتها.
ولا تزال "الليلة الكبيرة" حتى الآن رمزًا للأصالة المصرية ويُعاد تقديمها باستمرار في المناسبات المختلفة، كجزء من الاحتفاء بالتراث الفني.
صلاح جاهين ولد في 25 ديسمبر 1930، في شارع جميل باشا بشبرا في مدينة القاهرة، درس الفنون الجميلة ولكن لم يكمل دراسته فالتحق بكلية الحقوق، كما تزوج مرتين، كان له العديد من الأعمال الفنية الخالدة في السينما المصرية حيث انتج: فيلم أميرة حبي أنا، وعودة الابن الضال، كما عمل محررا في المجلات والصحف.
كما كان جاهين رسام كاريكاتير في جريدة الأهرام فكان الإقبال كثير علي رسوماته ونقده البناء، حيث كان يتميز بخفه ظله، فكان له بابا ثابتًا، ناهيك عن رباعيات جاهين الأكثر شهرة.
تعد رباعياته من أقوي أعماله، حيث تجاوزت مبيعاتها أكثر من 125 ألف نسخه في خلال أيام، ولحنها سيد مكاوي وغناها علي الحجار وله قصائده أيضا، وعرض التلفزيون المصري رباعياته في 21 أبريل عام2005، بمناسبة مرور 21 عاما علي وفاته.