بنك كوريا الجنوبية يعتزم خفض أسعار الفائدة في العام المقبل بسبب مخاطر الهبوط المتزايدة

قال البنك المركزي الكوري الجنوبي إنه يخطط لخفض سعر الفائدة القياسي بدرجة أكبر في العام المقبل بسبب تزايد الشكوك السياسية والمخاطر الهبوطية الأخرى.

ووفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" اليوم الخميس ففي تقرير السياسات النقدية لعام 2025، قال بنك كوريا إنه سيجري تخفيضات إضافية في سعر الفائدة للحفاظ على وتيرة النمو المعتدل للتضخم، فضلا عن تخفيف المخاطر السلبية على الاقتصاد.

وقال بنك كوريا في التقرير: «سيأخذ بنك كوريا المركزي في الاعتبار حالة الاضطراب السياسي المتزايد، والمنافسة الشديدة (مع المنافسين العالميين) في الصناعات الرئيسية (للبلاد)، والتغيرات المتوقعة في أسواق التجارة العالمية؛ عند اتخاذ قرارات سعر الفائدة».

وأضاف أنه سيعزز من وظيفة الإنذار المبكر لتجنب أي تقلبات في الأسواق المالية، وسط حالة عدم اليقين التي تنطوي على المخاطر الجيوسياسية وتغير السياسات الاقتصادية في إدارة "دونالد ترامب" الجديدة.

وتعهد البنك أيضا بتنفيذ إجراءات لتحقيق الاستقرار في السوق في الوقت المناسب إذا لزم الأمر.

وفي سياق منفصل، كشفت الحكومة الكورية الجنوبية   اليوم الخميس   عن مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في قطاع السياحة في كوريا الجنوبية، الذي يواجه انتكاسا بعد عزل الرئيس "يون سيوك-يول" بسبب إعلانه الأحكام العرفية لفترة وجيزة.

وأبلغت وزارة الثقافة والرياضة والسياحة عن الإجراءات خلال اجتماع حكومي ترأسه الرئيس المؤقت ورئيس الوزراء "هان دوك-سو".

وقد تعافى عدد السائحين الدوليين الوافدين إلى 94% من مستويات ما قبل الجائحة، حيث زار البلاد 13.7 مليون سائح بحلول أكتوبر. ومع ذلك، تواجه الصناعة ضغوطا متجددة بسبب الأزمة السياسية التي أعقبت إعلان "يون" للأحكام العرفية في 3 ديسمبر والتي دفعت الاقتصادات الكبرى إلى تشديد درجة تحذيرها من السفر إلى البلاد.

ويأتي الاجتماع وسط المخاوف من أن تمتد تداعيات الوضع السياسي إلى النصف الأول من العام المقبل.

وأعلنت الوزارة أنه لتيسير سرعة التعافي وتنشيط السياحة، ستطلق الحكومة حملات قوية للترويج لصورة إيجابية للسفر إلى كوريا من خلال قنوات مختلفة. وتشمل هذه الحملات معارض السياحة الدولية الكبرى؛ و"الحملة الترويجية للسياحة الكورية" التي تنظمها وزارة الثقافة، وهي سلسلة من الفعاليات الخارجية للترويج للسياحة الكورية.

وكجزء من الجهود المبذولة لتحفيز الطلب على السياحة، ستعقد كوريا الجنوبية سلسلة من الفعاليات واسعة النطاق تهدف إلى إعادة الطلب على زيارة البلاد في النصف الأول من عام 2025؛ بما في ذلك مهرجان كوريا الكبير، ومهرجان "بيوند كي-فيستا هاليو"، ومهرجان كوريا لصناعة التجميل.

ولتعزيز راحة السائحين الأجانب، ستقوم الحكومة بتشغيل 4 لغات من اللغات الثمانية المتاحة في خدمة الترجمة الفورية والمعلومات السياحية على رقم 1330 لمدة 24 ساعة للسياح، من يناير إلى مارس من العام المقبل.

وسيتم تمديد الإعفاء المؤقت لبرنامج تصاريح السفر الإلكترونية الكورية (K-ETA) لبلدان ومناطق مختارة لمدة عام آخر حتى ديسمبر 2025. كما سيتم الإعفاء من رسوم إصدار التأشيرات لمجموعات السياح القادمين من الصين و5 دول من جنوب شرق آسيا في الفترة نفسها.

وستتعاون الحكومة مع الشركات الخاصة، مثل "نايفر"، لتحسين الخرائط باللغات الأجنبية وأنظمة حجز المطاعم وأنظمة الدفع. وتشمل الجهود توسيع نطاق ترجمة التعليقات باللغات الأجنبية للمواقع السياحية والمطاعم وزيادة البنية التحتية للدفع برموز الاستجابة السريعة في مناطق الجذب السياحي الرئيسية ومراكز التسوق. كما سيتم توفير آلات لبيع التذاكر تسمح بالدفع ببطاقات الائتمان الدولية.

وبالإضافة إلى التركيز على السياحة الوافدة من الخارج، أعلنت الحكومة عن خطط لإطلاق حملات وطنية للترويج للسياحة الداخلية، وتوفير الدعم المالي لهذه الصناعة التي تأثرت بالاضطرابات السياسية، وتوسيع البنية التحتية للسياحة الإقليمية.

وفيما يخص العلاقات التجارية مع الدول الأخري، قال وزير التجارة الكوري الجنوبي "جيونغ إن-كيو" اليوم الخميس إن اتفاقية التجارة الحرة الثنائية بين كوريا الجنوبية والفلبين، المقرر تنفيذها الأسبوع المقبل، ستساعد البلاد على تعزيز محفظتها التجارية وتساهم في الحفاظ على استقرار سلاسل التوريد.

ووفقا لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية " يونهاب " أدلى "جيونغ" بهذه التصريحات خلال مؤتمر مع ممثلي قطاع الأعمال، بهدف إطلاعهم على سبل الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة الثنائية التي من المقرر أن تدخل في حيز التنفيذ يوم الثلاثاء القادم.

وقال "جيونغ": «مع ضعف النظام التجاري متعدد الأطراف في إطار منظمة التجارة العالمية، تتصاعد أهمية اتفاقيات التجارة الحرة. وبناء على ذلك، فإن اتفاقية التجارة الحرة مع الفلبين، شريكنا التجاري الرئيسي، ستساعد كوريا الجنوبية على تعزيز محفظتها التجارية».

وأضاف "جيونغ" أنه من المتوقع أن يحقق البلدان درجة عالية من تحرير السوق بموجب اتفاقية التجارة الحرة، وهو ما سيعزز أيضا الاستثمار والتبادلات التجارية، ويساهم في نهاية المطاف في استقرار سلسلة التوريد.

وبموجب اتفاقية التجارة الحرة، ستلغي كوريا الجنوبية والفلبين التعريفات الجمركية على 94.8% و96.5% من المنتجات على التوالي، على أن يسري ذلك على الفور.

وقالت الوزارة إن اتفاقية التجارة الحرة ستدعم أيضا كوريا الجنوبية في توسيع صادرات السيارات؛ حيث سيتم إلغاء التعريفة الجمركية بنسبة 5% على شاحنات البضائع وسيارات الركاب على الفور، بينما سيتم إلغاء التعريفات الجمركية على السيارات الصديقة للبيئة تدريجيا في غضون 5 سنوات.