شهد فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور نظير محمد عياد اليوم "الخميس"،فعاليات ندوة "دور العقل في فهم صحيح الدين" بقاعة المؤتمرات الكبرى بجامعه قناه السويس والتي حضرها نواب رئيس الجامعة ولفيف من عمداء ووكلاء الكليات والمديرين والمديرين العموم بالجامعة.
وقالت جامعه قناه السويس - في بيان - إن رئيس جامعة قناة السويس الدكتور ناصر مندور أكد خلال الندوة أن الجامعة تحرص على توعية طلابها بالتحديات التي تحيط بمصر من خلال سلسلة من ندوات التوعوية والتثقيفية والدينية والفنية التي تطرح قضايا مهمة،مشيراً إلى أهمية تسليح طلابنا بفهم صحيح الدين من خلال قامات دينية،لافتا إلى أن جميع الأديان السماوية تدعونا إلى الفهم الصحيح مقدما التهنئة للأخوة الأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد ، متمنياً أن يُعيد الله علينا الأعياد بالخير واليمن والبركات.
وقام الدكتور ناصر مندور بتقديم درع جامعة قناة السويس إلى فضيلة مفتي الجمهورية تقديرا لزيارته الكريمة وحرصه على دعم فكر الشباب بالافكار البناءه.
من جانبه حرص فضيله مفتي الجمهوريه الدكتور نظير عياد على تقديم الشكر للجامعة برئاسة الدكتور ناصر مندور ونواب رئيس الجامعة والقائمين على تنظيم الندوة .. مؤكدا على دور المؤسسات التعليمية في تنمية وعي الشباب والتعريف بالدين،موضحا أن الهدف من هذا اللقاء هو تصحيح الفهم الخاطئ الذي يدعي وجود تعارض بين العقل والدين .. لافتا الى خطورة هذه المسألة ومحذرا من دعوات التحرر اللامنضبط، مثل الدعوات إلى المثلية والإلحاد وغيرها من الأفكار السامة التي يتم الترويج لها والدفع بالأقوال غير الصحيحة التي تظهر العداء للدين.
ثم تحدث عن مكانة العقل في الإسلام .. مؤكداً أن للعقل منزلة كبيرة ودرجة رفيعة في الإسلام.. ومؤكدا ايضا أن العقيدة الإسلامية تحترم العقل الإنساني وأن القرآن خاطب العقل وأعلى من قيمته وقد تكرر ذكر العقل في القرآن الكريم عشرات المرات،ومؤكدا المنهج القرآني الفريد في الاقتناع العقلي للإيمان مما يبرز منزلة العقل الكبرى في الإسلام.
وتابع ؛ إذا تأملت مظاهر أخرى عديدة لتكريم الإسلام للعقل برزت لك جوانب مشرقة، منها: قيام الدعوة إلى الإيمان على الإقناع العقلي، والتي تظهر بأساليب شتى مثل الدعوة إلى التفكر والتدبر.. وأوضح الدكتور نظير عياد أن القصور في فهم ماهية العقل قد يؤدي إلى إثارة الجدل وقد يعجز العقل القاصر عن فهم المراد في الشريعة مما ينشأ عنه الخلاف .. وأكد أن كل صاحب عقل يحتاج إلى أدوات لفهم النقول والنصوص وهو ما يتحقق من خلال العلم الأصولي.
وأوضح أن بعض الأمور يمكن فهمها بالفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها، ولكن الانجراف وراء الأهواء قد يحرف العقل عن مساره الفطري .. وأضاف أن الله تعالى ميز الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى بالعقل سواء على مستوى السلوك أو التفكير مع اختلاف هذه الملكة من شخص لآخر وعلى هذا الأساس يتم التمييز بين الإنسان العاقل، والفاقد للعقل أو مختلّه أو ناقصة.
وقد نشأت عبر العصور فلسفات كثيرة تناولت شأن العقل منها من أعطى العقل السلطة المطلقة، ومنها من عطّل دوره في فهم الحياة وجاء الإسلام ليمنح العقل أهمية واضحة حيث يُعتبر الأساس في فهم النقل، ولا يوجد تعارض بين النقل والعقل فلولا العقل لما فهمت النصوص ولما استنبطت الأحكام.
كما رصد الدكتور نظير عياد مجموعة من الحقائق، أبرزها موقع الإنسان في الكون ،مؤكداً أن غياب المسئولية والتكليف يوقع الإنسان في دائرة النفاق، مما يؤدي إلى خسارة في الدنيا وعذاب في الآخرة.
وتابع مفتي الجمهورية مؤكدا أن العقل هو نعمة أنعم الله بها على الإنسان ثم تطرق إلى علاقة العقل بالدين والنقل والوحي، داعيا الطلاب إلى التأمل في نصوص الدين.. وأكد أن الوصايا العشر التي دعت إليها جميع الأديان تشمل أموراً وجدانية، مثل تحريم القتل وعقوق الوالدين وغيرها.
واختتم الدكتور نظير عياد كلمته قائلاً إن العقل هو القائد والدين هو المدد، وباجتماعهما ترتقي الأمم،وأشار إلى أنه لو لم يكن هناك عقل لما بقي الدين ولو لم يكن هناك دين لظل العقل حائرا.