عكفت مكتبة الإسكندرية خلال العام 2024 على تنظيم الفعاليات والمنتديات والمعارض والمؤتمرات الثقافية المتنوعة، استكمالًا لمشوارها الثقافي الرائد محليًا وعربيًا.
واحتضنت المكتبة أعمال منتدى "المجتمع المدني العربي للطفولة السادس" الذي انعقد على مدار يومين، ويعد الأبرز من نوعه على أجندة الأحداث العربية، وأحد أهم المنتديات التي نظمتها المكتبة بالشراكة مع المجلس العربي للطفولة وجامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند".
وشارك جلسات المؤتمر دكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والسفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة؛ الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية، جامعة الدول العربية، والدكتور ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية (اجفند)، وخبراء الطفولة والنشء والمختصين والأكاديميين والمهتمين من شتى أنحاء العالم العربي.
ناقش المنتدى ضمن جلساته مصطلح الثورة الصناعية الرابعة وأثرها الكبير على الأجيال الناشئة التي تواجه تحديًا حقيقيًا، والاستعداد والتهيئة من أجل تمكين الأطفال لهذه الثورة المقبلة ودخول هذا العالم الجديد، وكيفية المواجهة الثقافية والفكرية والعلمية لتنمية الطفل وتنشئة أجيال جديدة تواجه المستقبل بوعي وفكر استشرافي جديد.
كما تضمن المنتدى إطلاق أول دراسة عربية استكشافية حول "مدى جاهزية الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة"، ومناقشة واقع المجتمع المدني العربي للطفولة في ظل المتغيرات الراهنة، فضلًا عن وجود جلسات حوارية مع الأطفال والشباب، بمشاركة 250 مشاركًا تقريبًا من مختلف الدول العربية.
وحول مبادرات جامعة الدول العربية في مجال تمكين الطفل في البيئة الرقمية، أشارت هيفاء أبو غزالة خلال المؤتمر إلى أن أجندة التنمية للاستثمار في الطفولة 2030 هي أول أجندة عربية معتمدة تدعو إلى توسيع استفادة الطفل العربي من تكنولوجيا المعلومات وضمان حمايته من الانترنت وسوء استخدامها.
وجاءت ضمن جلسات المنتدى في يومه الثاني جلسة حوارية للأطفال، أدارها الدكتور جيفارا البحيري، الخبير في الذكاء الاصطناعي بهدف التعرف على آرائهم ووجهات نظرهم في ما يخص الثورة الصناعية الرابعة، كما أقيمت جلسة حوارية مع الشباب، أدارها الدكتور صلاح الخراشي، أستاذ التربية بجامعة الإسكندرية، والدكتورة رشا شرف، المدير التنفيذي لأكاديمية الطفولة العربية للتدريب وتنمية القدرات بتالمجلس العربي للطفولة والتنمية، بهدف التعرف على تجربة المجلس العربي للطفولة والتنمية في مجال تطوع الشباب للعمل في المجتمع المدني.
وخرج المنتدى بعدة توصيات وآليات مقترحة جاءت كالتالي..
أولًا: فيما يخص تمكين الطفل العربى في عصر الثورة الصناعية الرابعة:
- تنويع مسارات التعلم، وتحسين جودته باستخدام تكنولوجيا الاتصال والذكاء الاصطناعي، وبناء قدرات المعلمين، ومديري المدارس في مجال تكنولوجيا التعليم، والمعلومات، وإعادة تأهيل المدارس لتصبح جاذبة للطلاب مما يساعد في تنمية المهارات اللازمة للثورات الصناعية.
- تعبئة الرأي العام العربي بأهمية استمرار وضع نموذج المجلس لتنشئة الطفل العربي" تربية الأمل" المتوافق مع معطيات الثورة الصناعية في أجندة اهتمامات كافة المؤسسات التنفيذية والمدنية المعنية بتنشئة الطفل العربي، لضمان تسليط الضوء الدائم على هذه القضية المهمة.
- توسيع نطاق التمكين ليتضمن توسيع نطاق الخيارات المتاحة أمام الأطفال بما يتطلب بناء قدراتهم على اتخاذ القرار، والتفكير الناقد، والمشاركة في مختلف المناشط التي تفرضها التحولات الكبرى التي يشهدها العالم.
- تأهيل الأسر العربية بالمهارات الأساسية والتي تسمح لهم بمتابعة أبناءهم، وزيادة وعيهم بأهمية ومخاطر الثورات التكنولوجية من خلال: الندوات، الدلائل، البرامج التليفزيونية والتي تعرض قصص نجاح وفشل بسبب التكنولوجيا.
- وضع مؤشرات أداء لقياس مدى فعالية البرامج التنفيذية لتنشئة الطفل العربي المتوافق مع معطيات الثورة الصناعية، والاستفادة من مقياس الدراسة التي أطلقها المجلس اليوم، حيث يعد أول مقياس عربى مقنن يقيس استعداد الأطفال والشباب من متطلبات الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها.
- الاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي، واستثمار طاقات الأطفال للرفع من جاهزيتهم، خصوصاً وأن الذكاء الصناعي لا يحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة، قدر احتياجه إلى عقول مبدعة ومستنيرة قادرة على إنتاج المعرفة وتوظيفها لتحقيق التنمية المستدامة.
ثانيًا: فيما يخص واقع المجتمع المدني العربي للطفولة في ظل المتغيرات الراهنة:
- تشكيل لجنة لوضع الرؤية المستقبلية لعمل "منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة"، تضم في عضويتها ممثلين عن المجلس العربي للطفولة والتنمية وقطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية (إدارة الأسرة والطفولة - إدارة منظمات المجتمع المدني) على أن ترفع توصياتها إلى الدورة السابعة للمنتدى.
- إنشاء منصة تتضمن بيانات مؤسسات المجتمع المدني العربية المعنية بقضايا الطفولة بالاعتماد على برنامج للتسجيل عن بعد من خلال وضع كل البيانات الكترونياً.
- تنظيم ورش تدريبية لمنظمات المجتمع المدني العربية للطفولة في مجال التمكين المعلوماتي للأطفال وبناء قدراتهم في التعاطي مع مستجدات الثورة الصناعية الرابعة.
- تعزيز جهود منظمات المجتمع المدني في تمكين الطفولة في المنطقة العربية خلال الأزمات والحروب باستخدام التكنولوجيا لتوفير التعليم عن بُعد، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي عبر الإنترنت، وتسهيل الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والمأوى والغذاء والتعليم، وتنظيم البيانات وإدارة الموارد بكفاءة، وتحسين التواصل والتنسيق بين المنظمات المختلفة، لتحقيق تحول إيجابي في حياة الأطفال المتأثرين بالأزمات داخل المنطقة العربية.
- دعم وبناء الشراكات ما بين منظمات المجتمع المدنى ، وبعض الأطراف الحكومية والمكاتب الإقليمية لمنظمات الأمم المتحدة ، لبحث وتطوير رؤية عربية مشتركة لتقديمها في قمة المستقبل. -تنظيم جلسات حوارية مع الأطفال والشباب للتعرف على آراء ووجهات نظرهم فيما يخص الثورات الصناعية، إعمالاً بحقهم في المشاركة، وحث الشباب على التطوع في مجالات العمل المدنى.
- التأكيد على دور الإعلام في إعادة توجيه الرأي العام وتشكيل هوية جديدة متوافقة مع مهارات ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها.
وتٌولي مكتبة الإسكندرية منذ افتتاحها اهتمامًا خاصًا بالطفل وأنشطته، فسعت إلى غرس حب القراءة في نفسه وإلى صقل مواهبه الفنية وتنمية مهاراته العلمية والإدراكية، من خلال برامجها وأنشطتها المختلفة التي تضم مكتبة متخصصة للطفل من سن 6سنوات حتى 12 سنة، ومكتبة للنشء لتوفير المصادر التعليمية والثقافية والترفيهية للأطفال من سن 12 إلى 16 سنة، ومكتبة طه حسين للمكفوفين وضعاف البصر من الصغار والكبار، والأقسام الخاصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم، بالإضافة إلى قاعة الاستكشافات والبرامج العلمية ومركز الفنون.