27-12-2024 | 14:47
خالد فؤاد
لم يتبق من الزمن الكثير ونستقبل العام الميلادى الجديد 2025 .
ومن المؤكد أننا وكما نعرف أن كل نجوم الفن المعاصرين ممن يعشق الجمهور إطلالتهم على الشاشة أعدوا عدتهم للاحتفال باستقبال عام جديد يأملون ونأمل معهم بلا شك أن يكون أفضل من سابقه.
فكيف كان نجوم زمن الفن الجميل من عمالقة ورواد الفن يحتفلون بقضاء تلك الليلة التى لم تخل من المواقف الطريفة والغريبة مما جعلهم يتذكرونها طوال حياتهم .
وماذا حدث معهم وما مدى اختلاف سهراتهم عن سهرات واحتفالات هذا العصر .
تحية كاريوكا تحتفل بالعام الجديد بـ«طبق بصارة»!
شادية تختفى فى ليلة رأس السنة!
البداية كانت بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة حيث ظلت حتى آخر يوم فى حياتها تتذكر أول مرة احتفلت فيها بليلة رأس السنة.
فقد صرحت فى حوار نادر بأن أول مرة احتفلت فيها بليلة عيد رأس السنة حينما كانت تشارك موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فى فيلم “رصاصة فى القلب”، وكانت فى سن المراهقة.
كانت فاتن حمامة كما قالت تشعر بسعادة كبيرة بهذا الحفل وظلت تضحك من أعماقها، وكان موسيقار الأجيال يضحك معها أيضاً.
وتضاعفت ضحكاتها حينما وجدت بعضًا ممن يعملون خلف الكاميرات يمتلك بعضهم مواهب كبيرة فى تقليد الفنانين ومنهم من قلّد محمد عبدالوهاب نفسه، ومنهم من قلّد يوسف وهبى، وغيرهم من الفنانين الكبار.
واستمر الضحك فى الحفل حتى بعد الساعة الواحدة صباحا.
بدلة حسن فايق
وتتشابه هذه الواقعة بشكل او بآخر مع الواقعة التى تعرض لها الفنان الكوميدى حسن فايق، حيث كان يسير فى ليلة رأس السنة عام 1941 متجهاً لعمله بفرقة الريحانى، بشارع عماد الدين وكان سعيدا بالبدلة الجديدة التى استلمها من الترزى فى نفس اليوم وقام بارتدائها للاحتفال بها مع زملائه وكان بعض جنود الاحتلال فى ذلك الوقت وغيرهم من جنود الحلفاء منتشرين فى الشوارع.
ولكن تلفت بدلته فى الطريق نتيجة لاحتكاكه بهؤلاء الجنود.
وعند وصوله للمسرح وهو بهذه الحالة تأفف منه زملاؤه.
وراح يحكى لهم الموقف الذى تعرض له وأصبح حكاية ونكتة الليلة بداخل المسرح وبالطبع اضطر لخلع البدلة وارتدى بدلة أخرى .
كاريوكا فى أمريكا
وحتى آخر يوم فى حياتها ظلت الفنانة الكبيرة الراحلة تحية كاريوكا تتذكر وتحكى ماحدث معها فى ليلة عيد رأس السنة عام 1946 فقد تزامن قدوم الليلة مع تواجدها فى أمريكا بعد تعاقدها مع إحدى الشركات العالمية عام 1945.
ومر على وجودها بأمريكا نحو خمسة شهور وشعرت بالملل من الطعام الأمريكى ومن الحياة هناك ، وفى تلك الليلة “ رأس السنة” وصلتها دعوة من الطلبة العرب والمصريين المقيمين فى نيويورك لحضور احتفال رأس السنة الجديدة معهم .
فذهبت للاحتفال وشعرت بسعادة كبيرة عندما وجدت كل أجواء الاحتفال عربية، المدعون والطعام واللغة وكأنها عادت إلى مصر.. وشعرت بسعادة أكثر حينما وجدت المائدة تتصدرها أطباق البصارة والفول والطعمية وغيرها من الأكلات المصرية..فأكلت كما تقول بشراهة لم تعهدها لدرجة أنها لم تصدق نفسها، وكان هذا الاحتفال من أكثر الاحتفالات التى سعدت بها كاريوكا وظلت تتذكرها طوال حياتها.
فستان سامية جمال
وظلت كذلك النجمة الراحلة سامية جمال تتذكر ماحدث معها فى بدايات مشوارها الفنى..وذكرته فى حوار نادر حيث أعجبت ذات مرة بقطعة قماش حريرية مقلمة عند شقيقتها، وقررت أن تصنع منها فستانا جميلا.
فقالت لها شقيقتها إن هذا النوع من الأقمشة لايصلح لعمل فستان وراحت تعدد لها الأسباب، ولكن سامية جمال أصرت لشدة إعجابها بلون القماش.
وبالفعل أخذتها وذهبت بها إلى أحد محلات الأزياء الشهيرة ليصنع منها فستانا على أحدث خطوط الموضة وقتها.
وفرحت سامية جمال بشدة عندما استلمت الفستان وشاهدت جماله وذوقه الراقى.. وقررت عدم ارتدائه سوى فى مناسبة كبيرة .
وبالفعل تم دعوتها لحفل كبير فى ليلة رأس السنة ووجدت الفرصة مناسبة لارتداء الفستان ليراه زملاؤها الفنانين والفنانات، وبالفعل ذهبت للحفل وأبدى الجميع إعجابهم بالفستان ولونه وأناقته، وفى وسط الاحتفال وبمجرد أن حاولت سامية جمال الجلوس سمعت صوت تمزق الفستان..فتبدلت حالتها وشعرت بالحرج الشديد،خاصة أنها وجدت الفستان يتمزق فى أكثر من موضع، فأدركت أن شقيقتها كانت على حق لأن القماش كان “مركون لفترة طويلة وشايط”.
وتصبب وجهها عرقا ولاحظ بعض الحضور التغير الذى حدث لها، وشاهد بعضهم تمزق الفستان.
فأشار بعضهم إلى أن العين والحسد كانا سببًا فى تمزق الفستان دون أن يدركوا أن قماشه المركون هو السبب.
فوجدت فيما قالوا مبررا لتخرج من المأزق وانصرفت بسرعة من الحفل وأخذت تاكسى لبيتها، وضاعت عليها سهرة رأس السنة .
شادية ورحلة أسوان
ومن أجمل ذكريات الفنانة الكبيرة شادية فى ليلة رأس السنة عام 1955 حيث كانت تصور مشاهد من فيلم “دليلة” مع عبدالحليم حافظ فى أسوان.
وجاءت ليلة رأس السنة أثناء تصوير مشاهد الفيلم هناك فى أسوان، وفوجئت بأنه لايوجد أحد من العاملين فى الفيلم فكّر فى الاحتفال بالسنة الجديدة.
فشعرت بضيق شديد لعدم الاحتفال بالسنة الجديدة كما اعتادت كل عام، وقررت دون إبلاغ أحد السفر للقاهرة لكى تحتفل برأس السنة مع أسرتها كما اعتادت كل عام، وبالفعل خرجت فى الصباح من الفندق وركبت القطار إلى القاهرة وقضت ليلة رأس السنة مع أسرتها وتبادلت مع أفراد عائلتها الهدايا، ثم استقلت القطار لتعود إلى أسوان لتستأنف تصوير الفيلم.. ولم تدرك أنها فى الوقت الذى كانت فيه برأس السنة فى القاهرة، ساد القلق كل طاقم الفيلم حيث راحوا يبحثون عنها فى كل مكان بأسوان دون جدوى، واتصلوا بمنتج الفيلم فى القاهرة ليخبروه باختفائها.
فخاف المنتج أن يسأل أحدا من أسرتها حتى لا يشعروا بالقلق واتصل ببعض أصدقائها الفنانين بالقاهرة ولم يطمئنه أحد منهم.
وفجأة وبينما الجميع فى حالة من القلق بأسوان دخلت عليهم شادية مبتسمة سعيدة تهنئهم بالعام الجديد.. وعرفت منهم حالة القلق التى عاشوا فيها بسبب اختفائها، وبعد أن اطمئنوا عليها أقاموا حفلا جميلا ابتهاجا بعودتها والعام الجديد، لتحتفل شادية فى هذا العام مرتين بعيد رأس السنة.