جددت المنظمات الأممية مطالبها بضرورة تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، بما يوقف حرب الإبادة الإسرائيلية التي شارفت شهرها الـ15 تواليًا، خالقة أوضاع إنسانية كارثية، أُجبر ما يزيد على مليوني فلسطيني على العيش تحت وطأتها.
غزة تُباد.. «الصحة الفلسطينية»: 45.484 شهيدًا و108.090 مصابًا منذ بدء الحرب
في اليوم الـ449 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي "مجزرتين" وصل منها للمستشفيات 48 شهيدًا، فضلًا عن 52 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، 45.484 شهيدًا، إلى جانب 108.090 مصابًا، بحسب آخر معطيات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
إنسانيًا، قال برنامج الأغذية العالمي، السبت، إن "حياة أكثر من مليوني فلسطيني بقطاع غزة توقفت مع عدم إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه والمأوى"، في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية، والتي شارفت شهرها الـ15 تواليًا.
وأكد "البرنامج" على أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة تأخر كثيرًا، فيما توقفت الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني مع عدم إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه والمأوى.
وتفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على قطاع غزة، الذي يضم نحو 2.3 مليون فلسطيني بشكل يمس الحقوق الأساسية للأفراد، وذلك الحصار لم يبدأ مع حرب الإبادة، بل هو مستمر منذ عام 2006، إلا أنها شددته في أعقاب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وأصبح على نحو غير مسبوق بعد أن سيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر "رفح" في مايو الماضي.
ومن جهتها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من أن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت، بسبب الطقس البارد ونقص المأوى، موضحة أن البطانيات والفرشات وغيرها من الإمدادات الشتوية ظلت عالقة في المنطقة منذ أشهر في انتظار الموافقة الإسرائيلية على دخولها إلى غزة.
وطالبت الأونروا بوقف فوري لإطلاق النار بغزة، وتوفير تدفق فوري للإمدادات الأساسية التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك مستلزمات الشتاء.
جرائم مروعة
تلقى المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان شهادات مروعة توثق ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم خطيرة ضد المدنيين الفلسطينيين خلال اقتحامه مستشفى "كمال عدوان" والمناطق المحيطة به شمالي قطاع غزة الجمعة.
وأفاد "المرصد" بأن الجرائم الإسرائيلية شملت القتل العمد، والإعدام الميداني، واعتداءات جنسية وجسدية على نساء وفتيات من الطواقم الطبية والنساء النازحات بالمنطقة.
وكشف أن القوات الإسرائيلية ارتكبت خلال هجومها على المستشفى سلسلة من الجرائم المروعة، بما في ذلك تفجير روبوتات ملغمة قرب عدد من المنازل المأهولة، ما تسبب بانهيار تلك المنازل ومقتل مدنيين كانوا بداخلها، وذلك بحسب الإفادات التي جمعها.
وإضافة إلى ذلك، شملت الجرائم "تنفيذ الجنود الإسرائيليين إعدامات ميدانية بحق مدنيين بعضهم مصابون، وآخرون كانوا يحملون الرايات البيضاء"، وفقًا للمرصد.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي احتجز عشرات النساء والفتيات، وعرضهن لممارسات خطيرة ترقى للتحرش الجنسي، إلى جانب معاملتهن على نحو حط من كرامتهن الإنسانية، بما في ذلك الاعتداء عليهن بالضرب، وإجبارهن على خلع الحجاب والملابس.
وزعم جيش الاحتلال أن عمليته التي بدأها في مستشفى كمال عدوان جاءت على أساس أنه بمثابة مركز لحماس في شمال قطاع غزة، والذي عمل منه مسلحون طوال فترة الحرب.
وردًا على ذلك، نفت حركة حماس بشكل قاطع وجود أي مظهر عسكري أو تواجد لمقاومين في المستشفى، سواء من كتائب القسام أو أي فصيل آخر، مؤكدة أن المستشفى كان مفتوحًا أمام الجميع والمؤسسات الدولية والأممية التي تعرف المستشفى جيدًا.