كشفت دراسة حديثة عن تأثيرات بيئية وصحية محدودة لصناعة النحاس في العصور القديمة، مستندة إلى تحليل مواقع إنتاج النحاس في جنوب فلسطين الذي يعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، عصر الملوك التوراتيين داود وسليمان.
أجرى الباحثون تحليلات جيوكيميائية شملت مئات من عينات التربة من محيط أفران الصهر القديمة، وأظهرت النتائج أن مستويات تلوث الرصاص، وهو الملوث الرئيسي، كانت منخفضة للغاية، حيث بلغت أقل من 200 جزء في المليون على بعد أمتار قليلة فقط من الأفران، وهي مستويات أدنى بكثير من معايير الأمان الحالية.
وأكدت الدراسة أن النفايات الصناعية مثل الخبث احتفظت بالمعادن الثقيلة بداخلها، ما منع تسربها إلى التربة أو النباتات، وتتناقض هذه النتائج مع فرضيات سابقة زعمت أن صناعة النحاس القديمة كانت أول حالة تلوث صناعي في التاريخ، مستشهدة بآثار نحاس في نوى جليدية في جرينلاند، لم تجد الدراسة أي دليل يدعم هذه المزاعم.
وأوضح الباحثون أن مصطلح "التلوث" غالبًا ما أُسيء استخدامه في الأدبيات العلمية لوصف نشاطات معدنية قديمة، مما أدى إلى مفاهيم خاطئة حول أثرها البيئي، وتبرز أهمية وادي تمناع كمنطقة محمية من التلوث الحديث، مما أتاح للباحثين دراسة تأثيرات صناعات الماضي بدقة.
تؤكد الدراسة أن تعدين النحاس في العصور التوراتية، على الرغم من أهميته الاقتصادية، كان له تأثير بيئي محدود ومسيطر عليه، مما يلقي ضوءًا جديدًا على الإدارة البيئية القديمة ويمثل دعوة للتقييم العلمي الدقيق للقضايا البيئية الحديثة، وذلك طبقا لما نقله موقع labrujulaverde.