نعى المجلس المصري للشئون الخارجية الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الذي وافته المنية أمس الأحد، قائلا: "نفتقد اليوم شجاعة وعدالة جيمي كارتر إزاء الملف الفلسطيني".
وأشار المجلس - في بيان، اليوم الاثنين - الدور الذي قام به الرئيس كارتر بين (1977- 1981) في التوصل إلى اتفاقيات كامب دافيد ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، تاركاً إرثاً عظيماً وإيجابياً في السياسة الخارجية الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ونوه المجلس إلى أن هذه الاتفاقيات ستظل واحدة من أعظم إنجازات الدبلوماسية لأي رئيس في التاريخ السياسي الأمريكي، مضيفا: أن "كارتر كتب أكثر من 20 مسودة اتفاقية سلام في غضون أسبوعين خلال عملية التفاوض المعقدة والرحلات المكوكية بين مصر وإسرائيل".
وشدد على أن الرئيس الراحل آمن بأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة يجب أن تكون انعكاساً لأفضل القيم والأخلاقيات الأمريكية، معرباً عن أسفه الشديد في أن ذلك لم يكن حال الرؤساء الذين خلفوه، والذين تسابقوا في انتهاك كل القيم من خلال دعم أخر مظاهر الاستعمار الاستيطاني العنصري في التاريخ الحديث، ممثلا في دولة إسرائيل، التي ترتكب جرائمها المتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالسلاح وبالدعم السياسي الأمريكي، منذ عقود.
واختتم مجلس الشئون الخارجية، بيانه، قائلا: "وإذ نفتقد اليوم شجاعة وعدالة جيمي كارتر إزاء الملف الفلسطيني، ندعو له بالرحمة، ونتمنى في الوقت ذاته أن تستلهم النخبة السياسية الأمريكية الحالية من تاريخه الحافل بعضاً من الحكمة والأخلاق والضمير في تعاملها مع مأساة الشعب الفلسطيني وحقه في دولته المستقلة ذات السيادة، كما كان يطالب كارتر لصالح أمن واستقرار ورخاء كل شعوب المنطقة".