السبت 4 يناير 2025

ثقافة

وحيد حامد.. فارس الدراما المصرية

  • 2-1-2025 | 08:12

وحيد حامد

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

من خلال مسيرة طويلة ومميزة، صنع وحيد حامد الذي تُحل اليوم ذكرى وفاته إرثًا فنيًا لا يُنسى، حيث كان لكل عمل من أعماله بصمة خاصة تُعبِّر عن نبض الشارع وتعكس هموم الناس، ويُعد أحد أعمدة الكتابة في السينما والتلفزيون، وبأسلوبه الجريء والفريد، استطاع أن يُلقي الضوء على قضايا المجتمع والسياسة والإنسان، مُقدمًا أعمالًا خالدة جمعت بين الفن الرفيع والرسائل العميقة.

ولد حامد في 1 يوليو 1944 في قرية بني قريش، مركز منيا القمح، محافظة الشرقية بمصر، ودرس بكلية الآداب، جامعة القاهرة، كان له مسيرة تعليمية متميزة ساعدته في تكوين خلفية معرفية قوية أهلته لأن يكون من أبرز كتاب السيناريو في مصر.

منحته دراسته في جامعة القاهرة فرصة للاطلاع على مجموعة واسعة من الأدب والفلسفة والعلوم الإنسانية، هذا التكوين الأكاديمي أثر بشكل كبير في كتاباته، حيث مزج بين الأدب والفكر النقدي والوعي الاجتماعي والسياسي.

وإلى جانب دراسته الأكاديمية، كان وحيد حامد قارئًا نهمًا للكتب والأدب العالمي، مما أضاف إلى خلفيته الثقافية وعزز من قدراته الكتابية.

تأثر حامد بالأدب العالمي وبخاصة الروسي والفرنسي، مما ظهر في عمق وثراء أعماله السينمائية والتلفزيونية، بالإضافة إلى إلمامه بالعلوم الإنسانية والأدبية والذي ساعده في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية بعمق وموضوعية، وهو ما جعل أعماله تتميز بالنضج الفكري والوعي الاجتماعي، وتعبر عن نبض الشارع المصري بشكل صادق وجريء.

بدأت مسيرة حامد الأدبية في الستينات من القرن العشرين، حيث كتب العديد من الأعمال الدرامية والإذاعية التي لاقت استحسانًا كبيرًا، لكن جاءت الانطلاقة الحقيقية له مع دخوله عالم السينما والتلفزيون، حين كتب عددًا من الأفلام والمسلسلات التي تعتبر الآن من الكلاسيكيات.

وتعد من أبرز وأهم أعمال وحيد حامد هي الأعمال السياسية التي قدمها مع مجموعة من أهم وأبرز الفنانين، على رأسهم الزعيم عادل إمام، الذي قدم معه فيلم: الإرهاب والكباب، طيور الظلام، عمارة يعقوبيان، اللعب مع الكبار، كما قدم فيلم البريء الذي كان طفرة في السينما ووصفه البعض بأنه من أجرأ الأعمال التي قدمت في تاريخ السينما المصرية، ما جعله يحصل على عدة جوائز وقتها.

حصل وحيد حامد على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإبداعه ومساهماته في السينما والتلفزيون ، من بين الجوائز التي نالها، جائزة النيل للفنون في عام 2012، وهي أرفع جائزة ثقافية في مصر.

رحل وحيد حامد عن عالمنا في 2 يناير 2021، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا عظيمًا، وتظل أعماله شاهدًا على موهبة فذة وقدرة على معالجة القضايا الشائكة بجرأة وفن رفيع.

الاكثر قراءة