الأحد 5 يناير 2025

عرب وعالم

فاينانشيال تايمز: تحذيرات من تداعيات حرب تجارية عالمية على نمو منطقة اليورو

  • 1-1-2025 | 21:03

فاينانشيال تايمز : تحذيرات من تداعيات حرب تجارية عالمية على نمو منطقة اليورو

طباعة

حذر خبراء اقتصاد من مخاطر حدوث حرب تجارية عالمية محتملة وانعكاساتها على معدلات النمو داخل منطقة اليورو، في ضوء التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية نسبتها 20% على الواردات الأمريكية كافة، و60% على الواردات من الصين، وشددوا على أن أهم تهديدات تواجه اقتصاديات منطقة اليورو في 2025 تتمثل في الحرب التجارية المحتملة والشلل السياسي الإقليمي.

وكشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عن تلك التحذيرات في استطلاع رأي أجرته مع 72 خبيرًا اقتصاديًا ولفتت إلى أنه إذا صدق كلام ترامب وتحول إلى حقيقة لدى دخوله البيت الأبيض في 20 يناير الجاري، فإن ذلك يعد بمنزلة أعلى مستوى للحمائية الأمريكية منذ حقبة "الكساد العظيم" في ثلاثينيات القرن الماضي، متوقعة أن ذلك سيثير سياسات تصعيدية وانتقامية في كل مكان.

وبينت أن منطقة اليورو، صاحبة أعلى فائض تجاري مع الولايات المتحدة، تبدو معرضة بشدة ليس للرسوم المرتفعة فحسب، بل من التهديد أيضًا من قيام الصين بإغراق الأسواق العالمية بطوفان من السلع الرخيصة كرد فعل لإجراءات ترامب.

واعتبر غالبية الخبراء الاقتصاديين المستطلعة آراؤهم أن النزاع التجاري الذي سينجم عن فرض الولايات المتحدة لرسوم جمركية، بأنه سيحدث بنسبة كبيرة؛ إذ اعتبر 69% منهم أنه مرجح، بينما حذر 68% من الاقتصاديين من أن مثل هذا السيناريو سيكون التهديد الأكبر في المنطقة خلال (العام المقبل) 2025. 

وقال جميع المشاركين تقريبًا (81%) إن العهدة الثانية لترامب ستؤثر على نمو منطقة اليورو. ويرى الاقتصاديون أن تداعيات سياسة ترامب التجارية من المرجح لها أن تصيب مخرجات أوروبا حتى قبل أن تشرع في إنتاجها.

وفي المتوسط، توقع 72 في المائة بأن اقتصاد منطقة اليورو سينمو فقط بنسبة 0.9 في المائة، وهو ما سيكون العالم الثالث على التوالي الذي يتدنى فيه عن الواحد الصحيح، وهو أقل مما توقعه فريق "البنك المركزي الأوروبي" بـ1.1% في ديسمبر، لكن هناك إجماعًا واسعًا بين الخبراء بأن العملة الأوروبية الموحدة بوسعها تلافي السقوط في دوامة ركود.

وأيد معظم الخبراء الاقتصاديين (61%) الأطروحة التي قالتها رئيسة صندوق النقد السابقة كريستين لاجارد، ودعت خلالها صناع السياسة في الاتحاد الأوروبي إلى الانخراط في مفاوضات تجارية مع ترامب لتلافي اندلاع حرب تجارية بين الجانبين.

كما يعتقد الاقتصاديون أن الاتحاد الأوروبي يحظى بوضع قوي في ضوء خبراته الراسخة في مجال المفاوضات التجاري، وموقعه باعتباره أحد الكتل التجارية الكبرى على مستوى العالم. لكن قلة من الخبراء الاقتصاديين حذروا من أن السعي للتوصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة سوف تشجع على القيام بإجراء أكثر عدائية. ويشير هؤلاء الخبراء إلى أن الرسوم الجمركية ليست هي التهديد الوحيد للاقتصاد الأوروبي الذي تسبب فيه الولايات المتحدة، فهناك التحفيضات الضريبية، وإعادة صياغة اللوائح، وأسعار الطاقة المتدنية، جميعها تمثل عوامل تجعل من الاقتصاد الأمريكي أكثر جاذبية مقارنة بمنطقة اليورو.

ورأى ما يقرب من ثلث الخبراء أن عجز أوروبا عن إصلاح مشكلاتها بنفسها يمثل خطراً رئيسياً لها. ويعتقد كبير الاقتصاديين في بنك "ديكا" الألماني، أولريتش كاتر، أن أوروبا ستبدو في القريب العاجل كما لو كانت "إمبراطورية هابسبورج" (مجموعة من اتحاد للتيجان والممالك في النمسا ودول أوروبية أخرى دون أن يكون له دستور موحد أو مؤسسات مشتركة، ويضرب بها المثل أوروبيا في التفكك والترهل)، ولتبدأ في التأخر اقتصادياً وتكنولوجياً.

وفي استطلاع الصحيفة اعتبر واحد بين كل خمسة خبراء اقتصاديين أن هناك عوامل تبعث على التفاؤل منها تراجع معدلات الفائدة وازدياد الأمل في صعود طلب المستهلكين. لكن مديرة مركز "دي آي دبليو" الاقتصادي البحثي الألماني ومقره برلين، مارسيل فراتزتشر، بدت أقل تفاؤلاً مع قرب إجراء انتخابات ألمانية في فبراير المقبل واحتمالات حدوث تغيرات نسبية في كوابح الديون الدستورية وزيادة الاستثمارات، وقالت "لا تتوقع أن تسارع حكومة ألمانية جديدة بتقديم الدعم المطلوب بشدة لاستعادة الثقة في الاقتصاد."