تنشر بوابة "دار الهلال" لوحة معمارية نادرة، تمثل واجهة نافذة أو شباك مزخرف يقع في مسجد قيسون بالقاهرة والذي بني عام 730 هجرية، علي يد سيف الدين قوصون الساقي الناصري خارج باب زويلة.
وأظهرت تللك اللوحة، التفاصيل الدقيقة للفنون الزخرفية الإسلامية، فضلا توثيقها للعناصر الهندسية والنباتية الشائعة في تلك الفترة المملوكية.
يتكون التصميم من إطار معماري مربع يحيط بالشباك، مع قوس بارز في الأعلى وكتل زخرفية مزخرفة أسفله مباشرة، وهي عبارة عن زخارف نباتية حلزونية،
واستخدم الرسام المعماري في تلك الصورة، العديد من الألوان التي كانت متواجدة في الأصل في هذا الجزء من البناية بداية من الأبيض المائل إلى السكري، والذي يمثل الأحجار التي تُشكل الجدران المحيطة بالنافذة، والأحمر والبرتقالي الداكن، واللذين يظهران بدورهما في زخرفة القوس العلوي "التوشيح الشعاعي"
هذا ونجد اللون الذهبي، مستخدم في تزيين الشريط العلوي للقوس والزخارف النباتية، أما اللون البني الداكن، يظهر في الإطار الخارجي للشباك.
ويركز التصميم على التباين بين الخلفية ذات اللون الأبيض السكري والإطار البني الغني، مع إدخال لمسات من الذهبي لتعزيز الفخامة، الأحمر والبرتقالي في القوس العلوي يضفيان طابعًا حيويًا ودافئًا.
أما بالنسبة إلى الجانب البصري، فإن النافذة تمثل المحور البصري الأساسي، حيث تشغل المساحة الرئيسية مع تناسب مثالي بين ارتفاعها وعرضها، بينما يمتد القوس العلوي بعرض النافذة، مما يخلق إحساسًا بالتكامل البصري، ويفصل الشريط الزخرفي الذهبي بين القوس والجدار، مما يعزز التناسق الهندسي.
ويذكر أن تلك اللوحة قد رسمت عام 1873، عن طريق جولز ورغرين، والذي ولد عام 1838، وكان ورغرين مهندس ومعماري فرنسي مشهور في مجال دراسات العمارة الإسلامية.
وُلد في عام 1849 وتوفي في عام 1930، واهتم بشكل خاص بدراسة وتحليل العمارة الإسلامية والتقنيات المعمارية في مختلف المناطق الإسلامية. قام بورجوين بدراسة وتصنيف العديد من الأنماط المعمارية للمنارات والمساجد في العالم الإسلامي، وقدم إسهامات كبيرة في فهم الأنماط الهندسية والزخرفية في هذا المجال.