الأربعاء 8 يناير 2025

تحقيقات

إرجاء الأمور الخلافية للمرحلة الثانية.. سيناريو جديد لمفاوضات التهدئة في غزة

  • 3-1-2025 | 13:32

العدوان على غزة

طباعة
  • محمود غانم

تستأنف المفاوضات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، على وقع طرح سيناريو يستهدف ترحيل كل الأمور محل الخلاف إلى النقاشات في المرحلة الثانية من الصفقة، التي من المفترض أن تُفضي إلى نهاية حرب الإبادة الإسرائيلية، التي تقف على مشارف شهرها الـ15 تواليًا.

مسار التهدئة في غزة

أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، وفدًا إلى العاصمة القطرية "الدوحة"؛ لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مع حركة حماس، بحسب ما جاء في بيان رسمي صادر عن الحكومة الإسرائيلية.

وفي الـ25 من ديسمبر الماضي، أجلت حركة حماس التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ بسبب وضع إسرائيل شروطًا جديدة تتعلق بالانسحاب والأسرى وعودة النازحين.

وإضافة إلى ذلك، أكدت هيئة البث الإسرائيلية، في الأيام الماضية، عن جهات مطلعة على المفاوضات أنه لا يمكن إبرام تلك الصفقة دون تعهد إسرائيلي بوقف الحرب في غزة؛ وهو ما يتناقض مع موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي غضون ذلك، قال موقع "والا" العبري عن مسؤولين إسرائيليين، إن إرسال فريق للدوحة؛ هو محاولة اللحظة الأخيرة للتقدم في مفاوضات الصفقة، موضحًا أن تقدمًا كبيرًا في مفاوضات الصفقة هو الذي دفع إسرائيل؛ لإرسال وفدها إلى "الدوحة".

ويضغط الوسطاء بدورهم على إسرائيل وحركة حماس من أجل التوصل لاتفاق قبيل دخول دونالد ترامب للبيت الأبيض في العشرين من يناير الحالي، ورغم ذلك يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي التأكيد على عزمه مواصلة الحرب، حتى لو تم التوصل لصفقة، بحسب قناة "كان" العبرية.

ووفقًا لما أوردته "كان" عن مسؤولين منخرطين في المفاوضات، فإن حديث نتنياهو والتصريحات التي يدلي بها قريبون منه عززت مخاوف فريق التفاوض الإسرائيلي من أن التوصل لأي صفقة لن يكون ممكنًا ما لم تتعهد إسرائيل بوقف الحرب بشكل أو بآخر.

سيناريو تجاوز النقاط الخلافية

ويعتبر تمسك نتنياهو بمواصلة الحرب على غزة؛ المعضلة الأساسية؛ للتوصل إلي اتفاق لوقف إطلاق النار، وبجانب ذلك أيضًا هناك الكثير من "النقاط الخلافية" بين الطرفين ضمن المفاوضات، على رأسها قائمة الأسرى بغزة، والتي تصر إسرائيل على الحصول عليها.

ومع ذلك، يمكن التوصل لاتفاق عبر ترحيل كل الأمور محل الخلاف إلى النقاشات في المرحلة الثانية من الصفقة، وذلك من أجل البدء في تنفيذ المرحلة الأولى؛ وهي المرحلة الإنسانية، كما أوردت هيئة البث الإسرائيلية.

وزعمت "الهيئة" العبرية عن مصادر إسرائيلية مطلعة على سير المفاوضات، بأن الاتفاق بات جاهزًا تقريبًا، حيث يمكن التغلب على العوائق، لكن حماس تعارض إتمام الصفقة على مرحلتين.

وتطالب حماس -بحسب الهيئة- بوقف حركة الطيران الحربي والمسير الإسرائيلي فوق قطاع غزة في مرحلة بداية وقف إطلاق النار التي تستمر أسبوعًا، وذلك كي يتسنى لها جمع معلومات عن الأسرى الإسرائيليين.

وإلى جانب ذلك، تصر على التزام إسرائيلي دولي بالمضي قدمًا لإتمام الصفقة بشكل يؤدي إلى إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

ومؤخرًا، قال إعلام عبري عن مصادر، إن "تل أبيب" تسعى إلى صفقة ستنقسم فعليًا إلى قسمين: صفقة إنسانية تشمل النساء والمجندات والجرحى وكبار السن، ثم صفقة قد تؤدي إلى نهاية الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. 

ومنذ ما يقرب من أكثر من عام، أجرت مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

الاكثر قراءة