تُعد قصيدة «بانَ الخَليطُ بمَن عُلِّقتَ فَانصَدَعُوا» للشاعر وضاح اليمن، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، تميز شعره بالتنوع، ورصانة الأسلوب وقوة المعاني.
ووضاح اليمن هو من أبرز الشُعراء العرب، لقب بالوضّاح لوسامته، من شعراء الغزل في العصر الأموي.
وتعتبر قصيدته «بانَ الخَليطُ بمَن عُلِّقتَ فَانصَدَعُوا» من أبرز ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 16 بيتًا، علاوة على تميز أسلوب وقصائد وضاح اليمن باللغة الشعرية الجميلة والصورة البيانية الرائعة، كما اشتهر بشعر المدح والفخرُ وَشعرُ الهجاء.
نص قصيدة «بانَ الخَليطُ بمَن عُلِّقتَ فَانصَدَعُوا»:
بانَ الخَليطُ بمَن عُلِّقتَ فَانصَدَعُوا
فَدَمعُ عَينِكَ وَاهٍ واكِفٌ هَمِعُ
كَيفَ اللِّقَاءُ وَقَد أَضحَت وَمَسكَنُها
بَطنُ المَحِلَّةَ مِن صَنعَاءَ أَو ضَلَعُ
كَم دُونَها مِن فَيافٍ لا أنيسَ بها
إلاّ الظَلِيمُ وإِلاَّ الظِبيُ والسَّبعُ
وَمَنهَلٍ صَخِبِ الأَصدَاءِ وَارِدُه
طَيرُ السَّمَاءِ تَحومُ الحَينُ أَو تَقَعُ
لاَ مَاؤُهُ مَاءُ أَحسَاءٍ تُقَرِّظُهُ
أَيدي السُقَاةِ وَلا صَادٍ ولا كَرِعُ
إِلاَّ تَرَسُّخُ عِلبا دُونَهُ رَهَبٌ
مِن عِرمِضٍ فَأَبَاءٍ فَهيَ مُنتَقَعُ
تَقُولُ عَاذِلَتي مَهلاً فَقُلتُ لَها
عَنِّي إِلَيكِ فَهَل تدرِينَ مَن أَدَعُ
وكَيفَ أَترُكُ شَخصاً في رَوَاجِبِهِ
وَفي الأَنَامِلِ مِن حَنَّائِهِ لَمَعُ
وَأَنتِ لَو كُنتِ بي جُدُّ الخَبيرَةِ لَم
يُطمِعكِ في طَمَعٍ مِن شِيَمتي طَمَعُ
إِنِّي لَيُعوزُني جَدِّي فَأَترُكُهُ
عَمدَاً وَأَخدَعُ أَحيَاناً فَأَنخَدِعُ
وَأَكتُمُ السِرَّ في صَدرِي وَأَخزِنُهُ
حَتّى يكون لذاك القول مُطَّلَعُ
وَأَترُكُ القَولَ إِلاَّ في مُرَاجَعَةٍ
حَتَّى يَكُونَ لَهُ مُلحُ وَمُستَمِعُ
لاَ قُوَّتِي قُوَّةُ الرَّاعِي رَكَائِبَهُ
يَأوِي فَيَأوِي إِلَيهِ الكَلبُ وَالرَّبَعُ
وَلاَ العَسِيفِ الَّذِي يَشتَدُّ عُقبتَهُ
حَتَّى يَبِيتَ وَبَاقِي نَعلِهِ قِطَعُ
لاَ يَحمِلُ العَبدُ مِنَّا فَوقَ طَاقَتِهِ
وَنَحنُ نَحمِلُ ما لا تحمل القَلَعُ
مِنَّا الأَنَاةُ وَبَعضُ القَومِ يَحسَبُنَا
إِنَّا بِطَاءٌ وفي إِبطَائِنَا سَرَعُ