الإثنين 6 يناير 2025

عرب وعالم

"واشنطن بوست": داعش يستغل الأزمات النفسية والإرهاب الفردي يهدد الأمن العالمي

  • 3-1-2025 | 21:09

حادثة شارع بوربون في نيو أورليانز

طباعة

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن سلسلة الهجمات الأخيرة، من حادثة شارع بوربون في نيو أورليانز إلى محاولة تفجير حفل موسيقي في فيينا، تعكس نمطاً جديداً من الإرهاب الفردي المستوحى من دعاية تنظيم (داعش).

وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته، اليوم الجمعة، أن هذا النوع من التطرف الذاتي يعكس تحولاً في طريقة استقطاب التنظيم لأتباعه.

وأعادت إلى الأذهان أنه في يوليو الماضي، كان بيران عليجي، شاب نمساوي يبلغ من العمر 19 عاماً، يعيش أزمة نفسية حادة. ووفقاً لسجلات الشرطة، بدأ طلب نصائح عملية حول تنفيذ هجوم بنفس أسلوب داعش وخطط لتفجير حفل موسيقي للمغنية تايلور سويفت في فيينا يوم 9 أغسطس، إلا أن السلطات أحبطت مخططه بعد اعتقاله بناءً على مراقبة رسائله الإلكترونية.

وفي حادثة مشابهة، نفذ شمس الدين جبار هجوماً مروعاً ليلة رأس السنة في شارع بوربون بمدينة نيو أورليانز، حيث دهس حشوداً من المحتفلين، ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً على الأقل. وتشير التحقيقات إلى أن جبار، مثل عليجي، مر بأزمات شخصية عديدة، ودفعته هذه الظروف إلى البحث عن منفذ لغضبه وإحباطه، ووجد ضالته في دعاية التنظيم.

وتشير تحقيقات الشرطة إلى أن العديد من الهجمات الإرهابية الفردية في السنوات الأخيرة لم تكن مدفوعة بأيديولوجية واضحة بقدر ما كانت نابعة من أزمات شخصية. ويستغل تنظيم داعش هذه الهشاشة النفسية والاجتماعية لتقديم نفسه كملاذ يمكن من خلاله تبرير العنف.

وأفادت الصحيفة الأمريكية، بأنه منذ انهيار ما يسمى بـ "خلافة داعش"، تحول التنظيم للعمل في الظلال، مشكلاً شبكة مترامية الأطراف من الخلايا النائمة والجماعات المنتشرة. ورغم غياب السيطرة الميدانية، يواصل التنظيم التحريض على تنفيذ هجمات فردية دون انتظار أوامر مباشرة.

وحذرت "واشنطن بوست" من أنه مع انتشار المواد المتطرفة على الإنترنت، أصبح من السهل استهداف فئات عمرية صغيرة واستدراجها نحو التطرف. وتوفر هذه المواد منصة للتنظيم لتوسيع نطاق تأثيره دون الحاجة إلى وجود مباشر على الأرض، مما يجعل مواجهته تحدياً متزايداً أمام الحكومات وأجهزة الأمن.

واختتمت الصحيفة- تقريرها- بالقول إن الحوادث الأخيرة تكشف عن تحول في طبيعة الإرهاب العالمي، حيث باتت الأزمات الشخصية بيئة خصبة للتطرف الذاتي. ومع استمرار التنظيمات الإرهابية في استغلال التكنولوجيا الحديثة، يبقى التعاون الدولي ضرورياً لمواجهة هذه الظاهرة والحد من تداعياتها.

الاكثر قراءة