جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.
ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901 في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب.
نلتقى اليوم مع فيلسوف العبث «ألبير كامو»
كاتب وفيلسوف وروائي فرنسي جزائري ولد في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي، حائز على جائزة نوبل في الأدب سنة 1957، و يعد ثاني أصغر فائز بالجائزة على الإطلاق، اشتهر بمؤلفاته من الروايات والمسرحيات التي ترتكز على الفلسفة العبثية كروايتي الغريب و الطاعون وغيرهما.
الميلاد والنشأة
ولد كامو في موندا في سنة 7 نوفمبر 1917م من أب فرنسي يعمل في الزراعة، وأم إسبانية تعاني من الصمم الجزئي، لم يعش والده طويلا إذ توفي بعد عام من ولادته خلال مشاركته في الحرب العالمية الأولى ولهذا عاش كامو في أحد الأحياء الفقيرة مع والدته.
تزوج «كامو» في عام 1934م من «سيمون يي» إلا أن زواجه بها لم يدم طويلًا، ثم تزوج بعدها من «فرانسيس فاغ» سنة 1940م وهي عالمة رياضيات وعازفة بيانو وأنجب منها توأم فتيات وهما كاثرين وجين سنة 1945م، توفي سنة 1960 إثر تعرضه إلى حادث سير في فرنسا حيث كان يبلغ من العمر 46 عاماً فقط، اعتقد الكثيرون وقتها بأن الحادث مدبر على يد السوفييت إلا أنه لم يتم إيجاد دليل يثبت ذلك.
دراسة ألبير كامو
تميز «كامو» في دراسته والتحق بجامعة الجزائر لدراسة الفلسفة إلى جانب دراسته الأكاديمية فقد كان حارسا لفريق الجامعة لكرة القدم إلا أنه أصيب بالسل سنة 1930م ما أدى إلى تدهور حالته الصحية واعتزاله كرة القدم، ولهذا فقد صب جل اهتمامه على دراسته الأكاديمية وبحلول عام 1936م كان قد حصل على شهادة البكالوريوس والماجستير في الفلسفة.
فلسفة ألبير كامو
انتمى «كامو» في بداية حياته إلى الفلسفة الوجودية على غرار سارتر بيد أنه تخلى عنها إلى فلسفة تدعى بالعبثية حيث وضح معنى هذا في بحث أسماه (أسطورة سيزيف) سنة 1943م
وكتب في العام ذاته رواية الغريب، والتي أعاد بها نشر رؤيته تجاه هذه الفلسفة، حيث يعتقد بأن الحياة عبثية في جوهرها وأساسها الشقاء وأن المرء يقضي عمره بحثاً عن معنى لوجوده دون أن يدركه.
مع هذا فإنه يؤمن أيضاً بضرورة عيش الحياة وأنه كما توجد أوقات سيئة وصعبة فإنه على صعيد آخر توجد أوقات سعيدة وهي التي يجب أن يصب المرء تركيزه على الاستمتاع بها.
مؤلفات ألبير كامو
يوجد لـ «كامو» العديد من الإسهامات الأدبية الفلسفية من مقالات وروايات وكتابات مسرحية كذلك ولهذا؛ حصل على جائزة نوبل سنة 1957م لما قدمه من رؤية نيرة في إيضاح الوعي البشري ومشكلاته وجاء في تقرير اللجنة التي منحته الجائزة «لإنتاجه الأدبي المهم، والذي بجدية واضحة ينير مشاكل الضمير الإنساني في عصرنا».
مؤلفات ألبير كامو
من مؤلفات المتميز وفيلسوف العبث ألبير كامو «الغريب» وهي روايته الأولى عام 1942م، «أسطورة سيزيف.. مقالة فلسفية» عام 1942م، رواية «الطاعون» عام 1947م.
كتاب « الإنسان المتمرد» عام 1951م. رواية «السقوط» عام 1956م.، «المنفى والملكوت، «الرجل السعيد » وهي سيرة ذاتية عن حياته في الجزائر»، وألف «المقصلة، «الموت السعيد».
ومن مسرحياته «سوء تفاهم» عام 1943م.