الثلاثاء 7 يناير 2025

تحقيقات

للعام الثاني على التوالي.. حرب غزة تطفئ أنوار كنيسة المهد

  • 4-1-2025 | 13:07

كنيسة المهد

طباعة
  • محمود غانم

للعام الثاني على التوالي، تلقي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بظلالها على احتفالات عيد الميلاد في كنيسة المهد، حيث وُلد عيسى -عليه السلام- ففي هذا العام، انطفأت الأنوار مرة أخرى كما انطفأت في سابقه، فيما بقيت الصلوات من أجل سلام عادل ودائم للشعب الفلسطيني المثقل بالجراح.

وكنيسة المهد، لها دلالة خاصة في القلوب المسيحيين، إذ أقيمت في ذات المكان الذي ولد فيه "المسيح"-عليه السلام-، وتضم الكنيسة ما يعرف بكهف "ميلاد المسيح"، وهو المكان الذي وضع فيه بعد مولده.

كنيسة المهد

في عام 326م، زارت الملكة هيلانة -والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين العظيم- الأراضي المقدسة بغرض مشاهدة الأماكن المهمة في حياة المسيح -عليه السلام-، وكان من بين ما شاهدت مغارة على مشارف بيت لحم، والتي ولد فيها بحسب ما اعتقدت الجماعات المسيحية القاطنة هناك، ولذا ترجح المصادر التاريخية أن بناء الكنيسة جاء بين عامي 330م و333م في ولدها قسطنطين.

وتجدر الإشارة، إلى أن كنيسة المهد هي الأولى بين الكنائس الثلاث التي بناها الإمبراطور قسطنطين في مطلع القرن الرابع الميلادي، وذلك حين أصبحت المسيحية ديانة الدولة الرسمية وكان ذلك استجابة لطلب الأسقف ماكاريوس في المجمع المسكوني الأول في "نيقيه" عام 325م.

ومن مميزات البناء الذي أنشأه الإمبراطور قسطنطين أنه حوى في بنائه الأساسي مثمناً فيه فتحة تؤدي إلى مغارة الميلاد حيث المذود والنجمة، غرباً يجد المرء بازيليكا كبيرة تنتهي ببهو محاط بالأعمدة والذي يُطلّ على مدينة بيت لحم، كما يقول موقع "بلدية بيت لحم"

وتعرض بعض أجزاء الكنيسة للدمار عدة مرات، كان أولها في عام 529 م عندما دمرها السامريون، ويعتقد أنهم جماعة من اليهود ينسبون إلى عاصمتهم القديمة السامرة، وبعد ذلك أعاد الإمبراطور "جستنيان" بناء كنيسة المهد على نفس موقعها القديم، ولكن بمساحة أكبر، وكان ذلك في عام 535 م، وفقًا للموقع.

ولم تقف الإعتداءات على الكنيسة عند هذا الحد، ففي سنوات الحروب بين الفرس والرومان التي تمكن فيها الإمبراطور "هرقل" من طرد الفرس من ممتلكات الدولة الرومانية عام 641 م. تعرضت كنيسة المهد للهدم من قبل الفرس عام 614 م، بينما أبقى الفرس على بعض مباني الكنيسة عندما شاهدوا نماذج من الفن الفارسي الساساني على أعمدة وجدران الكنسية. وفي العصر الإسلامي وخاصة في فترات الحروب الصليبية انتزعها واحتلها الصليبيون حيث وجدوا في مظهرها وعمارتها الخارجية الشبيهة بالحصون والقلاع مكانا مناسبا لإدارة معاركهم، بحسب المصدر ذاته.

الفرحة غائبة

وللعام الثاني على التوالي، تغيب مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد عن كافة فلسطين، وليس كنيسة المهد فحسب، وذلك على إثر استمرار حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها بيت لحم.

وأكدت بلدية بيت لحم، حيث تقع الكنيسة أن "المدينة حزينة هذا العام جراء حرب الإبادة الجماعية التي تفتك بأبناء شعبنا في قطاع غزة، متمنية أن تصل رسالة السلام والمحبة التي يحملها عيد الميلاد المجيد من مهد السيد المسيح إلى العالم أجمع، وأن يزول الاحتلال وينعم شعبنا بالحرية والاستقلال".

وعلى نفس ما كان عليه الوضع في العام الماضي، غابت مظاهر الاحتفال، بما في ذلك زينة عيد الميلاد وحشود السياح والحجاج، مما يعكس الأجواء الكئيبة في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، والذي لم تسلم منه الضفة الغربية أيضًا.

وقد شهد العام الماضي، تدشين بلدية بيت لحم، مغارة "الميلاد تحت الأنقاض" في ساحة المهد بمدينة بيت لحم، بغرض إيصال الصوت الفلسطيني من مدينة المهد إلى العالم جراء العدوان الإسرائيلي على غزة.

وتحتفل الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي في أنحاء العالم بأعياد الميلاد سنويًا في الـ25 من ديسمبر، في حين تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي في السابع من يناير.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

ومن ناحية أخرى، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد 836 شخصًا، وإصابة نحو 6700 آخرين، بحسب مؤسسات رسمية فلسطينية.

 

الاكثر قراءة