الأربعاء 8 يناير 2025

عرب وعالم

«لوموند»: الفرصة سانحة أمام بولندا لإظهار قوتها خلال رئاستها الاتحاد الأوروبي

  • 4-1-2025 | 15:01

الاتحاد الأوروبي

طباعة
  • دار الهلال

رأت صحيفة /لوموند/ الفرنسية، أن الفرصة سانحة أمام بولندا لإظهار قوتها ونضجها خلال رئاستها للإتحاد الأوروبى، مشيرة إلى أن سياق الحرب في أوكرانيا يتيح لبولندا التي مر على انضمامها للاتحاد عشرون عاما وتتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن تحقق هذه الفرصة.

وأشارت الصحفية، في افتتاحيتها، اليوم/السبت/، إلى أنه من مفارقات القدر أن بولندا تولت الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء الأول من يناير، ولمدة ستة أشهر، في سياق مأساوي وميمون في الوقت ذاته. 

وقالت إن الحرب التي تدمر أوكرانيا، وتقف على أبواب هذه الدولة، أصبحت موضوعا أساسيا بالنسبة لأوروبا، فقبل وقت طويل من إدراك دول أوروبا الغربية الأعضاء لتحذيرات بولندا، حيث ظلت هذه الدول تصم آذانها عنها، أدركت وارسو هذا التهديد وتقوم اليوم بدور حاسم في لوجستيات المساعدات لأوكرانيا وتعمل بمفردها على تحصين حدودها الشرقية، التي تشكل حصن أوروبا ضد الخطر القادم من الشرق.

وتتولي بولندا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الاوروبي خلفا للمجر، التي لم يكن أداؤها مبهرا في بروكسل، والتي هي على خلاف معها حاليا، الأمر الذى من شأنه إبراز الجانب الجيد للفريق الذي يتولى السلطة حاليا في وارسو. 

ويجمع رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، بين مزايا كونه رئيسا للمجلس الأوروبي، من عام 2014 إلى عام 2019، والانتماء إلى التيار السياسي الأكثر أهمية سواء في البرلمان الأوروبي أو داخل هيئة المفوضين، وهو تيار الديمقراطيين المسيحيين في أوروبا وحزب الشعب الأوروبي، الذي تنتمي إليه أيضا رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين.

أما عن الميزة الثالثة التي يتمتع بها توسك فهي أنه عين مساعده الأيمن السابق بيوتر سيرافين مفوضا أوروبيا، الذي تفاوض لصالحه بشأن حقيبة الميزانية الإستراتيجية للغاية ويتمتع سيرافين بالدهاء السياسي، كما أنه على دراية تامة بأسرار المجتمع، وسيعرف كيفية تفعيل النفوذ البولندي في بروكسل.

وتتناسب هذه الفترة مع بولندا، التي تجني ثمار ديناميكيتها الاقتصادية وتستثمر مبالغ قياسية في ميزانيتها الدفاعية، وهو الجهد الذي سيطلب من الدول الأوروبية الأخرى القيام به مع وصول دونالد ترامب إلى السلطة في واشنطن والذى حصل خلال ولايته الأولى بالفعل على أن تقوم دول حلف شمال الأطلسي/الناتو/ الأوروبية بزيادة إنفاقها العسكري ولم يخف رغبته في تكرار هذا المطلب في ولايته الثانية، في وقت تتطلب عودة الحرب إلى القارة من الأوروبيين المساهمة بشكل أكبر في أمنهم.

ويواجه دونالد توسك تحديات أخرى في قلب الاتحاد الأوروبي تتمثل في عملية التوسع، وخاصة فى أوكرانيا ومولدوفا، في ظل ظروف أكثر تعقيدا من تلك التي تمتعت بها بولندا قبل عقدين من الزمن، والتحول البيئي الذي لا تزال البلاد تعتمد فيه على الفحم وتشعر بالقلق إزاء ناخبيها في المناطق الريفية وهو أبعد ما يكون عن أن يكون في المقدمة بالإضافة إلى الهجرة، وهو الموضوع الذي تحافظ وارسو على موقف متشدد بشأنه، خاصة وأن بيلاروسيا تستغل شبكة من المهاجرين غير الشرعيين على الحدود البولندية.

ويضاف إلى ذلك التحدي السياسي الداخلي، المتمثل في الانتخابات الرئاسية البولندية المقرر اجراؤها في شهر مايو المقبل، والتي يرغب ائتلاف توسك في الفوز بها بكل تأكيد لوضع حد للتعايش المشلول مع حزب المعارضة الوطني المحافظ.

ومن المفارقات التاريخية الأخرى أن بولندا تتولى هذه الرئاسة في الوقت الذى أصبحت فيه كل من فرنسا وألمانيا، المحركان الرئيسيان للبناء الأوروبي، شريكتا وارسو في مثلث فايمار، أكثر ضعفا بسبب الصعوبات الداخلية التي تواجههما. 

ويعلم توسك جيدا أنه لن يتمكن من العمل بشكل مفيد بدونهما ولكن هذا الوضع غير المسبوق يقدم لبولندا فرصة تاريخية لإظهار نضجها.

يذكر أن «مثلث فيمار» ـ الذي يضم ألمانيا وفرنسا وبولندا ـ قد رأى النور في عام 1991 بمبادرة من وزير الخارجية الألماني الأسبق هانس ديتريش جينشر وسمي كذلك لأن المدينة الألمانية التاريخية «فيمار» الواقعة في مقاطعة «تورنج» (وسط البلاد)، استضافت أول اجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث لغرض تعزيز التنسيق بينها وإلحاق بولندا، الخارجة حديثا من وصاية حلف وارسو بعد انهياره، بالعربة الأوروبية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة