حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد على إرساء تقليد سنوي للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، بزيارة الكاتدرائية والاحتفال مع قداسة البابا وجموع المصلين والحاضرين للقداس للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، لتصبح هذه الزيارة تقليدا رئاسيا أرساه الرئيس السيسي، لم يحدث من قبل في تأكيد لمفاهيم المواطنة والمحبة ووحدة الشعب المصري، وتصبح هذه الزيارة تقليدا سنويا يحرص عليه الرئيس.
زيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية
في عيد الميلاد المجيد 2015، كانت المرة الأولى التي يشارك فيها الرئيس السيسي احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد بعد توليه مقاليد الحكم، حيث حضر جانبًا من قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، موجها كلمة للحضور مؤكدا خلالها أن المصريين مسلمين ومسيحيين سيبنون بلدهم معا دون تفرقة.
وفي كلمته حينها، أكد الرئيس السيسي "كان من الضروري أن أحضر لتهنئتكم بالعيد فمصر على مدار آلاف السنين علمت الإنسانية والحضارة للعالم كله، والعالم ينتظر من مصر هذه الأيام أن يرى الحضارة والإنسانية تنطلق من مصر مرة أخرى، ونحن نسطر معاني جديدة للعالم".
وأضاف: "واليوم نؤكد أننا قادرين على تعليم الإنسانية والحضارة للعالم كله، وإن شاء الله سنبني بلدنا سويًا مسلمين ومسيحيين ونحب بعض علشان الناس تشوف المصريين"، موضحا أن "المصريون كلهم سيبنون بلدهم وأنا دائما أقول المصريين لا أقول مسلمين أو مسيحيين".
واستمر الرئيس على مدار السنوات في زيارة الكاتدرائية، وكانت زيارته في 2017 للكاتدرائية المرقسية بالعباسية شاهدا على الإعلان عن بناء أكبر مسجد وأكبر كنيسة بمصر في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث قام الرئيس السيسي، حينها التهنئة للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأقباط الأرثوذكس بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد، وأعلن أنه في العام المقبل سيتم بناء أكبر مسجد وأكبر كنيسة بمصر في العاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدا أنه سيكون أول المساهمين في بناء الكنيسة والمسجد.
وفي العام التالي 2018 تحقق الوعد، واحتفل الأقباط في كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة بعد افتتاحها جزئيا حينها، وشارك الرئيس السيسي في الاحتفال والزيارة، ودخل البابا تواضروس الثاني إلى قاعة الاحتفالات الكبرى بالكنيسة، بصحبة الرئيس عبدالفتاح السيسي،
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الافتتاح الجزئى للكاتدرائية بمثابة رسالة سلام ومحبة من مصر للمصريين والمنطقة والعالم كله.
افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح
وفي 2019، احتفلت مصر بعيد الميلاد المجيد وافتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح، ومسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، وعدد من الشخصيات العامة، وشهد الافتتاح عرض مقطع مصور للبابا فرانسيس بابا الفاتيكان الذي حرص على تقديم التحية للرئيس السيسي وللحكومة المصرية على افتتاح كاتدرائية (ميلاد المسيح) بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وألقى الرئيس السيسي، كلمة خلال مشاركته فى افتتاح الكاتدرائية قال فيها إن هذ اللحظة مهمة وتاريخية، مضيفاً: «منذ عامين كنا فى كاتدرائية العباسية مع البابا تواضروس ووعدنا بافتتاح الكاتدرائية فى العاصمة الإدارية ونحن نحتفل اليوم بافتتاحها بالكامل بعد افتتاح المرحلة الأولى منها العام الماضي»، مضيفاً: «المعنى من افتتاحنا اليوم المسجد والكنيسة بالعاصمة الإدارية يجعلنا لا نسمح لاحد أن يؤثر على وحدتنا..احنا واحد وكلنا واحد».
وتابع الرئيس: «شجرة المحبة اللى غرسناها مع بعض النهاردة لسه عايزين نحافظ عليها لأن الفتن لن تنتهى ، انا لا أحب تعبير الفتنة الطائفية لأننا جميعنا واحد،» مضيفا أن شجرة المحبة ستخرج من مصر إلى كل العالم ومن حفظ مصر خلال السنوات الماضية هو ربنا من أجل أهلها.
وبعد افتتاح الكاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة، في 2019، يقام فيها سنويا قداس الاحتفال عيد الميلاد المجيد، وواصل الرئيس السيسي تقليده الرئاسي بالمشاركة في الاحتفال، وفي العام الماضي 2024 شارك في القداس لتقديم التهنئة، ولدى دخوله مقر الكاتدرائية، تعالت أصوات الزغاريد، معبرة عن حالة من الفرح والترحيب، وسط هتافات مؤيدة للرئيس السيسي.
وفي كلمته خلال الاحتفال، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر ستجتاز أي أزمة أو مشاكل أو ظروف صعبة؛ طالما بقي المصريون على قلب رجل واحد، في حالة من الوحدة، مضيفا "إنشاء الله العام الحالي يكون عاما سعيدا على الجميع، ونتجاوز فيه - بفضل الله - الأزمات الموجودة، ونتمني من الله ألا تستمر أكثر من ذلك ".
وقال الرئيس السيسي إن العالم يتعرض، منذ عام 2020، للعديد من الأزمات والأوضاع الصعبة، مضيفا: "نتمنى أن يكون هذا العام (2024)، سعيدا علينا جميعا وأن نتجاوز فيها بفضل الله، الأزمات الكبيرة الموجودة، وألا تزيد أو تستمر أكثر من ذلك ".