في قلب صعيد مصر، وبين جبالها الشامخة وتاريخها العريق، تأتي ساحة الطيب في الأقصر كرمز للأصالة والعراقة، ونقطة التقاء بين الروحانية والقيم الإنسانية النبيلة، حيث تحمل عبق التاريخ وأصوات الحكمة، وتراث عائلة الطيب تعد بمثابة عون لكل محتاج وملبية للعلم وتلقيه، ومنذ تأسيسها وهي مفتوحة ويتردد عليها المئات من المواطنين من الفقراء والمحتاجين وأهالى الأقصر.
لأكثر من 125 عاما تقريبًا، قبل أكثر من قرن وتحديدا في عام 1900 ميلادية، أنشأ الشيخ أحمد الطيب الحساني، الجد الأكبر للشيخ الطيب، ساحة تعين الناس على تلقي العلم ولإلقاء دروس العلم بها وتحفيظ القرآن الكريم، حيث تعد الساحة من أكبر الساحات في الأقصر وقنا، وتقع على مساحة 5 قراريط، وتتضمن عددا من الغرف لإلقاء دروس العلم بها، وتتكون من ساحتين صغيرتين إحداهما للنساء.
وتتكون من طابقين الأول لحل مشاكلهن والثاني للصلاة، وتزوره كل جمعة نحو 500 سيدة، وكان الدافع الأساسي لإنشاء الساحة هو ندرة المدارس وكتاتيب تحفيظ القرآن الكريم في المدينة الغربية للأقصر، وباتت تعرف بـ«ساحة الطيب»، وتقع الساحة بمنطقة السيول، وسط مدينة القرنة غرب نيل مدينة الأقصر.
وتعد الساحة الكبيرة والعريقة ملتقى لأسرة الطيب حيث تقام بها الأفراح والمآتم والعزا، إضافة إلى استقبال أهالي القرية في المناسبات المختلفة، كما أصبحت الساحة مقصدا روحيا لزائري وساكني المحافظة من أجانب وكبار المسؤولين والوزراء من مصر ودول العالم.
ويشرف على الساحة العائلة ومنهم الشيخ محمد الطيب، شقيق شيخ الأزهر، بينما ينظم الإمام الأكبر بعض الدروس والندوات بها خلال إجازاته، استكمالا لمشوار جدُّه ووالده الشيخ محمد أحمد الطيب الحسَّاني وهما يقودان مجالسَ المُصالَحاتِ والمحاكمِ العُرفيةِ في ساحة الطيب، والتي أقامتها الأسرة في قرية القُرنةِ التابعة لمحافظة الأقصر في صعيد مصر.
وتقيم الساحة حفل إفطار سنوي، في شهر رمضان، يشارك فيه الشيخ أحمد الطيب وأفراد الأسرة وأهالي القرية وعدد من المسؤولين بمحافظة الأقصر، كما تضم ساحتين إحداهما للنساء والأخرى فهي مخصصة للرجال، تستقبل الجلسات العرفية وحل النزاعات، ويجاورها مسجد مخصص للصلاة للرجال.
كما تضم الساحة مكتبة لمشيخة الأزهر، أنشئت عام 2014 على مساحة 600 متر، تضم آلاف الكتب في مختلف العلوم، وتتكون من قاعة للاطلاع والقراءة، ويحلق بها مكتب تحفيظ القرآن الكريم للكبار.