الأربعاء 8 يناير 2025

تحقيقات

فشل في مواجهة تهديدات ترامب.. كواليس استقالة رئيس الوزراء الكندي

  • 7-1-2025 | 12:57

ترودو بجانب ترامب

طباعة
  • محمود غانم

بعد خدمة دامت نحو 10 سنوات، قرر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الاستقالة على خلفية العديد من الأزمات التي ضربت البلاد مؤخرًا، إضافة إلى الفشل في التعامل مع أزمة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع الولايات المتحدة الأمريكية، ما انعكس على شعبيته بالسلب الأمر الذي يهدد بخسارة الانتخابات المقبلة المقرر لها في أكتوبر القادم.

استقالة ترودو

أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أمس الاثنين، أنه سيستقيل من مهامه كزعيم للحزب الليبرالي ورئيس للوزراء، بعد تحديد الرئيس الجديد لحزبه، وذلك بعد أن واجه مؤخرًا انتقادات متزايدة تراجعت على إثرها أصوات حزبه.

وأوضح " ترودو" -الذي يشغل منصب رئيس الوزراء الكندي منذ نوفمبر 2015- أنه "يدرك أنه قد لا يكون الخيار الأفضل" في الانتخابات المقبلة جراء "الصراعات السياسية" في البلاد، مضيفًا أن هذه الخطوة ستساعد في "تقليل الاستقطاب في البلاد وتحسين أداء البرلمان".

وفي غضون ذلك، يرى مراقبون أن استقالة " ترودو" قد تكون الفرصة الوحيدة لحزبه، لإعادة تنظيم صفوفه واختيار زعيم جديد قادر على مواجهة التحديات المستقبلية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الفدرالية المقرر لها في أكتوبر القادم.

وجاء قرار " ترودو" بعد أن عانى تراجعًا في شعبيته خلال الفترة الماضية لاعتباره مسؤولًا عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة، حيث يتخلف حاليًا بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي، الذي يطالب بإجراء تصويت خلال الأيام المتبقية من العام الجاري بهدف تنظيم انتخابات مبكرة.

وزاد الطين بلة الاستقالة المفاجئة لنائبته وزيرة المالية كريستيا فريلاند في منتصف الشهر الماضي، وذلك على إثر خلاف بشأن كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الـ20 من يناير الحالي، والذي يهدد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 بالمائة على السلع الكندية والمكسيكية بمجرد توليه الرئاسة.

 وفي خطاب الاستقالة، اتهمت "فريلاند" رئيس  الوزراء الكندي  بتبني "حيل سياسية مكلفة"، بدلًا من مواجهة الرئيس الأميركي مباشرة، كما اتهمته بتغليب مصلحته الشخصية على مصلحة الكنديين.

ورغم أن الحكومة برئاسة " ترودو" أجرت مفاوضات مضنية، لتجنب حرب تجارية مع الولايات المتحدة، غير أن الاجتماعات، بما فيها اجتماعات ترودو مع ترامب في منتجع "مارالاجو"، لم تسفر عن نتائج ملموسة، مما زاد من الإحباط العام.

فعلى الصعيد المحلى، يُتهم " ترودو" من قبل المحافظين وأعضاء من حزبه الليبرالي بعدم القيام بما يكفي لمواجهة تهديدات ترامب بفرض رسوم كبيرة على الواردات الكندية، وفي نفس الوقت ينتقدون تعاطيه مع سخرية ترامب، الذي وصفه في الأسابيع الماضية "بحاكم الولاية الأمريكية 51".

الولاية رقم 51

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من جانبه سارع إلى اقتناص فرصة إعلان "ترودو" استقالته، وجدد الدعوة لانضمام كندا إلى الولايات المتحدة، لتكون الولاية رقم 51.

وقال الرئيس الأمريكي المنتخب"إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك تعرفات جمركية، وستنخفض الضرائب بشكل كبير، وستكون كندا آمنة تمامًا من تهديد السفن الروسية والصينية التي تحيط بها باستمرار".

وقبل أيام قال "ترامب" لـ "ترودو"، إن "كندا يجب أن تصبح الولاية 51 في الولايات المتحدة"، وذلك خلال مناقشة حول التعريفات الجمركية جرت خلال تناول العشاء في نادي ترامب بمنتجع "مار أيه لاجو" الشهر الماضي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة