تنشر بوابة "دار الهلال" لوحة نادرة لمدخل أحد مساجد مدينة القدس بفلسطين، والتي ظهرت في رسومات المستشرقين أثناء زيارتهم لهذا المسجد في القرن التاسع عشر دون ذكر لاسمه.
تظهر اللوحة مدخل المسجد والذي يظهر أنها من المساجد الكبرى في القدس نظرا لارتفاع واجهته الأمامية بالنسبة لارتفاع مدخل السفلى.
وتظهر اللوحة تفاصيل عديدة زخرفية ومعمارية والتي من الممكن التوصل من خلالها لتحديد عصر ذلك المسجد بالتحديد، ومن الواضح أنه من أهم القوانين التي استخدمت في تلك الواجهة هي قانون التناظر والذي يتضح من التشابه التام بين الجزء الأمين والأيسر من الواجهة.
وتنقسم الواجهة إلى ثلاثة أجزاء، كان الأول منها هو جزء المدخل السفلي المستطيل والذي يعلوه عتب، أما الجزء الثاني :فهو يتضح من النوافذ الثلاثية والتي اختلفت به النافذة الوسطى عن التي على يمينها ويسارها في الارتفاع، ثم تنتهي الجزء العلوي بعقد نصف دائري مزخرف، على يمينه ويساره عنصر المقرنصات والذي تميز به المعمار المسلم في عدة طبقات أفقية.
ويمكننا تحديد عصر تلك اللوحة من خلال القوس المركزي المشع العلوي، فضلا عن الحشوات الزخرفية والتي توجد أعلى النوافذ، والتي من سمات العمارة المملوكية، فضلا عن الأشرطة الحجرية المتناوبة في الأولوان "الأبيض والرمادي والأسود" وهي تسمى بالأبلق وهو عنصر شائع في القدس والقاهرة ودمشق.
يمكن القول إن هذه الواجهة تنتمي إلى الطراز المملوكي، الذي كان مزدهرًا في القدس خلال الفترة من القرن الثالث عشر إلى القرن السادس عشر الميلادي، خصوصًا في عهد السلطان الظاهر بيبرس ومن بعده سلاطين المماليك.
رسمت هذه اللوحة من خلال بوري بير، وهو مهندس ومعماري فرنسيًا عاش في القرن التاسع عشر، واشتهر بإسهاماته في توثيق وتصوير العمارة الإسلامية في الشرق الأوسط.
يعد جزءًا من حركة الاستشراق التي كانت سائدة في أوروبا خلال تلك الفترة، حيث اهتم العديد من الفنانين والمهندسين بدراسة العمارة والفن الإسلامي بدقة، ليس فقط لأغراض فنية، ولكن أيضًا لتوسيع المعرفة الثقافية والعلمية عن العالم الإسلامي.