سينما ضد التشدد
تقرير: سما الشافعى
مع احتفال الأقباط بأعياد رأس السنة وعيد الميلاد المجيد، يتذكر الجميع الأعمال الدرامية التي استدعت الروح الوطنية وقيم الترابط والتماسك بين شركاء الوطن المسلمين والمسيحيين، فالسينما المصرية مثلا تناولت هذه الأجواء والوحدة الوطنية بأشكال وقوالب متعددة.
جسدت السينما المصرية أهمية الترابط بين الصديق المسيحي والصديق المسلم من خلال أحداث فيلم «حسن ومرقص» ليعد الفيلم الأهم فى تاريخ السينما المصرية، والذي ناقش اهم المشاكل والصعوبات التى تواجه المسلم والمسيحى معا ويضع الفيلم أمام الجمهور حلول تلك المشاكل في ذات السياق، حيث تدور قصة الفيلم حول تعرض رجل الكنيسة بولس والذى يجسده الفنان عادل إمام المحاولة اغتيال وبناء عليه تجعله الحكومة ينتحل شخصية الشيخ حسن وينقل مكان سكنه إلى منطقة أخرى وحينها يقابل الجار المسلم والذي كان لا يعلم أنه مسلم لأنه انتحل شخصية رجل مسيحى بسبب محاولة أفراد جماعة إرهابية تصفيته والذي يجسد شخصيته النجم عمر الشريف وهو الشيخ محمود الذي تحاول
الحكومة أن تحميه بانتحاله شخصية «مرقص» المواطن المسيحى. كما كان القبول لظهور الأقباط سينمائيا لا يختلف من عمل فنى لأى عمل آخر، حيث كان ظهور الأقباط فى الأعمال الفنية مفيدا للمجتمع بل ويسهم بشكل إيجابى فى تسليط الضوء على حياتهم وخصوصياتهم ومشاكلهم التي لا يعرف المجتمع عنها شيئا. وكان المخرج رامي إمام قد أكد فى وقت سابق دور الفن في معالجة أي سلوكيات سلبية متواجدة في المجتمع وأن فيلم حسن ومرقص» أظهر مدى حب الجار المسلم للجار المسيحي وأهمية المحبة والوحدة الوطنية، حيث انتهى الفيلم بطرح قضية الفتنة الطائفية من اتجاه آخر، وهو زيادة الشحنة الدينية المتطرفة لدى الجانب المسلم والمسيحى من خلال أئمة وقساوسة الذين حرموا الاختلاط بين الديانتين والتعايش السلمى، وهو ما نقله الفيلم في مشهد معبر عندما دخل بولس وابنه الجامع فوجدا الشيخ يقرأ إحدى آيات القرآن الكريم التي تعبر عن المودة بين المسلمين والنصارى وأيضا عندما انتهى الفيلم والعائلتان يتماسكان أيديهم في أيدى بعضهم البعض يواجهان التطرف من الجانبين.
وأشار رامي إمام، إلى أنه تطرق إلى مناقشة حياة الأقباط في السينما بالتعاون مع المستشار القبطى أمير رمزي الذي ساعد فريق العمل كثيرا فى الأحداث وتفاصيل الحياة اليومية للمسيحيين والقساوسة، ولذلك تطرقنا إلى فتح هذا الملف الذي لم يقترب منه أحد حينها وناقشناه بطريقة كوميدية اجتماعية واقعية ونضع أيضا الحلول والإيجابيات وهو هذا دور الفن طرح مشكلة مجتمعية تصاحبها حلول جادة للخروج من الأزمة.