"workshop".. مزاد علنى على "جيوب أولياء الأمور"
صورة أرشيفية
ظاهرة الدروس الخصوصية، لا تزال تواصل مهامها السلبية. فهي بمثابة أفة خطرة تؤثر في مستقبل وسلوكيات طلاب المدارس، فغايتها تجارية بحتة. تستهدف كسب المال فقط دون أي اعتبار للآثار التراكمية التي تتركها على الميدان التربوي، ونشهد خلال الفترة الحالية. تزامنا مع اقتراب امتحانات الفصل الدراسي الأول. نشاطا مكثفا من المعلمين، يروجون لعلمهم الدفين. لجلب مزيد من الطلاب لمساعدتهم في المراجعة وإعدادهم لدخول الامتحان.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها كافة الجهات الحكومية لتعزيز المنظومة التعليمية في الدولة المصرية وتطوير مستويات الطلاب من خلال البرامج والمناهج المميزة، التي تستهدف تطوير مهاراتهم لمواكبة المستقبل يلجأ العديد من أولياء الأمور إلى تقديم أولادهم، إلى السناتر المختلفة، لإعطائهم دروسا في كيفية التحضير للامتحانات ويتناسون التأثير السلبى على الطلاب، ودون إدراك مخاطر تلك الظاهرة التي أصبحت متكررة كل عام.
ونجد في الآونة الراهنة نشاطا غير طبيعي الإعلانات الدروس الخصوصية خاصة عبر منصات السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، ويطرح المعلمون عروضا مغرية لاستقطاب أولياء الأمور والطلاب على حد سواء.. والحافز متاح بالطبع، فأول حصة مجانا، وهناك أيضا عروض تحفيزية تتعلق بكيفية دفع الاشتراك الشهري، وهناك من المدرسين من يوفر وجبات طعام ضمن برنامجه التعليمي.
من جانبه، قال الدكتور تامر شوقى الخبير التربوي إن مشكلة الدروس الخصوصية هي إحدى الآفات التي يعاني منها الطلاب وأولياء الأمور، وتستنزف جزءا كبيرا من الموارد المادية للأسر دون وجه حق»، كما تهدد بفشل كل الجهود التي تبذلها الدولة المصرية فى سبيل النهوض بالتعليم.
وأوضح أن الدروس الخصوصية تطورت من درس يضم 4 إلى 6 طلاب فى منزل أحدهم، إلى أن أصبحت تتم الآن في مراكز خاصة أو سناتر تضم المئات إن لم يكن الآلاف من التلاميذ، ومن دروس تعتمد على كتاب خارجي واحد إلى قيام المعلم بإعداد مذكرة أو كتاب خاص به لا يخلو من الأخطاء العلمية أو اللغوية)، ليتم بيعه لطلاب لا حصر لأعدادهم.
وأضاف أن فترة ما قبل الامتحانات تشهد عادة تكثيفا شديدا للمعلمين بشأن الدروس الخصوصية، تحت دعاوى ما يسمى بالمراجعات النهائية، أو حصص (لم المنهج) للطلاب وللأسف تشهد مثل تلك المراجعات إقبالا مبالغا فيه من الطلاب لعدة أسباب مثل خوف التلميذ وولى الأمر من أداء الامتحانات، وفقد الطالب الثقة في نفسه حتى إن كان مذاكر كويس».
وأشار إلى أن المدرس يتفنن فى استخدام وسائل دعاية جذابة لجعل الطلاب يلجؤون إلى تلك المراجعات، فضلا عن استغلال بعض معلمى المدارس درجات أعمال السنة لجلب الطلاب وتحفيزهم للاشتراك لديه خاصة في صفوف النقل في ظل وجود مقررات جديدة للصفين الأول الإعدادي أو الثانوي، الأمر الذي قد يزعزع الثقة لدى الطلاب في قدراتهم على تجاوز الامتحانات المختلفة.
ونوه باستخدام المعلمين كلمات براقة وغير تقليدية لجذب الطلاب إلى تلك المراجعات مثل ما يطلق عليه (workshops)، لجعلها مختلفة عن المراجعات العادية، بحيث يتم التركيز فيها فقط على التوقعات المرئية لأسئلة الامتحان
وتعليم الطالب كيفية الإجابة عليها. وأكد أن هذه المسميات هي إحد أي أنواع «الاحتيال» لعدة أسباب، منها أن المعلمين في المراجعات النهائية لا يضيفون أي جديد عما سبق، فقط يعطون السؤال والجواب وبالتالى فإن تلك المراجعات ما هي إلا تكرار جزئى للمنهج، الغرض منه جلب الأموال من الطلاب، متسائلا: «هل المدرس الخصوصي يعلم بالأسئلة التي ستأتى بالامتحان حتى يتوقعها؟».
بدوره، أشار الدكتور عاصم حجازى، أستاذ علم النفس التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إلى أن المراجعات النهائية ظاهرة ارتبطت بالدروس الخصوصية، وأخذت أخيرًا أكثر من شكل لتصبح أداة للمزايدة على المعلمين المنافسين ونتيجة لاشتعال التنافس بين المعلمين في التخصص الواحد، واللجوء إلى أساليب تهدف إلى لفت انتباه الطلاب، وكانت آخر المسميات الوورك شوب» أو ورشة العمل الخاصة بالامتحان، وذلك عقب انتهاء حصص المراجعة الأساسية، مشيرًا إلى أنها مجرد حصة مراجعة مصغرة تركز على «التريكات»، وكيفية التعامل مع الأسئلة المختلفة والمتوقعة و«فنيات» الإجابة.
ولشيوع مثل هذه الأشكال المختلفة من المراجعات قال «حجازي»: إن لها أسبابا عديدة، بعضها يتعلق بالأسرة والبعض الآخر يتصل بالمعلم، مضيفا أن «التركيز المبالغ فيه من جانب الطالب على الاستعداد للامتحانات أكثر من التركيز على إتقان التعلم، وهناك أسباب تتعلق بضعف ثقة الأسرة في قدرة نجلهم على تحقيق التفوق بنفسه دون تدخل السناتر الخصوصية، كذلك عدم تفرغ الأسرة لمتابعة الابن، وبالتالي حتى يتجنبوا الشعور بالذنب، فإنهم يلجؤون إلى تعويض ذلك بتكثيف الدروس والمراجعات الخاصة، ومنها عدم الثقة
لتكملة قراءة الموضوع
العدد في الأسواق الان
مجلة المصور