شهدت الحكومة الفيدرالية الألمانية، خلافًا حادًا بعد قيام المستشار أولاف شولتز، بعرقلة خطة تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة مليارات اليورو.
وذكرت مجلة "شبيجل" الألمانية أن وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس يسعيان للحصول على موافقة لتقديم دعم عسكري إضافي لكييف، وسط تصاعد الأزمة العسكرية في أوكرانيا. لكن مكتب المستشار الألماني أعرب عن عدم موافقته، معتبرًا أن المساعدات الحالية كافية ولا حاجة إلى إجراءات جديدة.
ووفقًا للتقارير، اقترح وزير الدفاع تخصيص ميزانية إضافية تقدر بحوالي 3 مليارات يورو لتوفير أسلحة عاجلة، مثل بطاريات دفاع جوي أريس-تي وصواريخ باتريوت ومدافع هاوتزر، قبل الانتخابات الفيدرالية المقررة في 23 فبراير.
مع ذلك، أشار مكتب شولتز إلى أن الحكومة الحالية لا ترغب في فرض قرارات مالية على الحكومة المقبلة، وأكد أن أوكرانيا ما زالت تمتلك تمويلًا كافيًا".
وأوضحت "شبيجل" أن هذا الخلاف يأتي في ظل تفاقم الوضع العسكري في أوكرانيا بعد تسارع التقدم الروسي وفقدان مواقع دفاعية مهمة. كما أن الغموض يحيط بمستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات.
من جانبها، دافعت وزارتا الخارجية والدفاع عن الحاجة إلى ميزانية إضافية باعتبار أن الظروف الطارئة في أوكرانيا لم تكن متوقعة في التخطيط السابق. واعتبر الوزيران أن هذا الدعم سيرسل رسالة قوية بأن ألمانيا لن تتوقف عن تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
تجدر الإشارة إلى أن ميزانية عام 2025 خصصت 4 مليارات يورو كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، وهو مبلغ أقل بنسبة 50% مقارنة بمخصصات 2024.
وتعتمد برلين على قرض بقيمة 50 مليار دولار قدمته مجموعة السبع، مدعومًا بعائدات الأصول الروسية المجمدة. يأتي هذا الجدل في ظل استعداد ألمانيا لإجراء انتخابات مبكرة خلال 23 فبراير؛ مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي الحالي.