مبعوث الفاتيكان يفتتح كنيسة المعمودية بمنطقة البحر الميت في الأردن

افتتح أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، مبعوث قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، كنيسة المعمودية في الأردن اليوم الجمعة، بحضور الأمير غازي بن محمد مندوبا عن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، كبير مستشاري الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي له.

وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بالأردن، الأب رفعت بدر، إن بارولين ترأس اليوم في موقع المغطس شمال منطقة البحر الميت احتفالات اليوبيل الفضي للحج إلى موقع المعمودية، احتفالا بمرور 25 عاما على بدء الحج السنوي.

وأضاف أنه تم خلال القداس، تدشين الكنيسة الكبرى لمعمودية السيد المسيح على ضفة نهر الأردن الشرقية، التي وضع حجر الأساس لها قداسة البابا الراحل بندكتس السادس عشر في 10 مايو عام 2009.

وأكد أهمية هذا الحدث الكبير، مشيرا - في هذا الإطار - إلى مشاركة بطريرك القدس للاتين ورئيس مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، وكذلك الكنائس الكاثوليكية إلى المشاركة في القداس الاحتفالي الكبير.

ولفت إلى أن بناء الكنيسة جرى بإشراف مباشر وتبرع سخي من فارس القبر المقدس نديم معشر، وذلك وفاءً لروح ابنه أيمن الذي قضى بحادث سير في المنطقة المجاورة للمغطس، مشيدا بالترتيبات والاستعدادات التي اتخذها المركز الكاثوليكي للدراسات بالتعاون مع وسائل الإعلام المحلية والعالمية للتغطية الإعلامية المناسبة لهذا الحدث الكبير والهام. 

وقبيل تدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح في موقع المغطس، عقد المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام مؤتمرًا صحفيًّا، تحدّث به بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، ووزيرة السياحة والآثار السيّد لينا عنّاب، بحضور صحفيين من مختلف المؤسّسات المحليّة والعربيّة والوكالات العالميّة.

ولفت الأب بدر إلى أنّ الكنائس الكاثوليكيّة في الأردن تُحيي اليوم مرور 25 عامًا على الحج لهذه البقعة المقدّسة، والذي بدأ مع الزيارة التاريخيّة للبابا يوحنا بولس الثاني عام ألفين. وقال: بين يوبيل 2000 ويوبيل 2025، شهد الموقع نهضة متعدّدة الأوجه، تمثّلت بإنشاء الكنائس وإشادتها. واليوم، تحتفل البطريركيّة اللاتينيّة بتدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح، بحضور مندوبًا عن قداسة البابا فرنسيس، الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان.

من جهته، قال الكاردينال بيتسابالا إنّ الأردن أرض مقدّسة، فهي الأرض التي تعمّد فيها السيّد المسيح على يد يوحنا المعمدان، وهي بلد الأنبياء. وعلى مدار ربع قرن، استقبلت المملكة ثلاث بابوات، هم: البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000 حيث بدأ معه الحج إلى موقع المغطس، والبابا بندكتس السادس عشر عام 2009 حيث وضع حجر أساس كنيسة المعموديّة بحضور الملك عبد الله الثاني و الملكة رانيا العبد الله، وقداسة البابا فرنسيس عام 2014، الذي صلّى في هذه الكنيسة والتي كانت تحت الإنشاء آنذاك.

ومن جوار نهر الأردن، وجّه الكاردينال بيتسابالا دعوة إلى جميع الأصدقاء في العالم لكي يأتوا للحجّ إلى هذا الموقع، بالتزامن مع احتفال الكنيسة الكاثوليكيّة بيوبيل 2025 عامًا على ميلاد السيّد المسيح، وقال: "أهلاً وسهلاً بكم في الأردن، تعالوا ولا تخافوا، فالأردن بلد آمن ومستقر". ورفع غبطته الصلاة من أجل عودة الأمن ووقف إطلاق النار في غزة وفلسطين، ومن أجل سوريا، ولبنان مع انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، ولكي تنعم المنطقة بالسلام والهدوء والاطمئنان، فتعود أفواج الحجاج والسياح من جديد إلى الأردن لتحجّ إلى مياهه المقدّسة.

من جهتها، أشادت وزير السياحة والآثار السيّدة لينا عنّاب - خلال المؤتمر الصحفيّ - بـ "التوافقيّة والتشاركيّة" بين مختلف الجهات السياحيّة والدينيّة والإعلاميّة لإظهار صورة الأردن البلد الراقي والمستقرّ والآمن

والمرحّب بالجميع، مؤكدة على دعوات الملك عبد الله الثاني الدائمة لأن يكون الأردن مركز اهتمام وجذب للعديد من الإخوة القادمين من مختلف أنحاء العالم، سيمّا وأنّه البلد الوحيد الذي زاره أربعة بابوات، وهذا يعكس مكانة الأردن كمنارة للوئام الديني والعيش المشترك.