الأحد 12 يناير 2025

المصور

الذهب الملاذ الآمن في أوقات «قلق» العالم

  • 11-1-2025 | 21:17

صورة أرشيفية

طباعة
  • تقرير: رحاب فوزي
ارتفاع أسعار الذهب بشكل مستمر، رغم كل المؤثرات العالمية، يعتمد على مجموعة من العوامل الاقتصادية والمالية والسياسية التي تؤثر على السوق العالمية، وأبرز الأسباب التي تساهم في ارتفاع أسعار الذهب، هي الطلب على الذهب كملاذ آمن، كونه من أقدم وأشهر الملاذات الآمنة في الأوقات غير المستقرة اقتصاديا أو سياسيا». يوضح هاني جيد، رئيس شعبة الذهب بالغرف التجارية، أن العالم حين يواجه أزمات مالية أو اقتصادية، مثل التضخم المرتفع، أو انهيار الأسواق المالية، أو الأزمات الجيوسياسية، يتجه الكثير من ا المستثمرين إلى الذهب كوسيلة للحفاظ على قيمة أموالهم، وهو ما يجعله الملاذ الأول: وبالتالي يكون الإقبال عليه كبيرا برغم ما يواجه الدول من مشكلات. وأشار «جيد» إلى أنه فى الأزمات الاقتصادية والمالية الكبرى وفترات الركود يزداد الطلب على الذهب كأداة للحفاظ على الثروة في ظل تراجع الثقة في العملات الورقية أو الأسواق المالية، والتقلبات السياسية والحروب أو التوترات السياسية قد تؤدى إلى زيادة الطلب على الذهب. رئيس شعبة الذهب بالغرف التجارية، أشار إلى أن التغيرات في أسعار الفائدة هي عامل رئيسي يؤثر فى أسعار الذهب، وعندما تخفض البنوك المركزية أسعار الفائدة، تصبح العوائد على الأدوات الاستثمارية الأخرى مثل السندات أقل جذبا للمستثمرين، وفى هذه الحالة يتحول المستثمرون إلى الذهب كأداة استثمار بديلة، وبالتالي يفضل المستثمرون شراء الذهب كملاذ آمن ولا ننسى التحفيزات النقدية في أوقات الأزمات، مثل جائحة «كوفيد»، حيث تقوم البنوك المركزية بتقليص أسعار الفائدة أو تنفيذ برامج تحفيزية ضخمة، ما يؤدى إلى زيادة الطلب على الذهب. وقال وليد السعيد الخبير الاقتصادي: إن الذهب لن يتراجع ومن يتنبأون بهذا الأمر لا يعلمون الكثير عن عالم الاقتصاد المحلي أو الدولي حيث إن التضخم الذى يعانى منه العالم منذ سنوات يعد أحد العوامل الرئيسية التى تؤدى إلى زيادة سعر الذهب عندما يرتفع التضخم، وفقد المال قيمته الحقيقية، ما يجعل الذهب أكثر جذبا كأداة للحفاظ على الثروة، والتضخم المرتفع عندما تزداد الأسعار وتفقد العملات قوتها الشرائية، يميل الناس إلى الاستثمار في الذهب أيضا والذي يحتفظ بقيمته على المدى الطويل، منوها بأن الذهب كان كحماية ضد التضخم تاريخيا، حيث يزداد سعره مع زيادة التضخم، والذهب مثل أي سلعة أخرى، يخضع لقوى العرض والطلب، وإذا كان الطلب على الذهب مرتفعا، بينما العرض محدودا، فإن الأسعار تميل للارتفاع، والمقصود هنا هو الطلب من الهند والصين، لأنهما من أكبر مستهلكي الذهب في العالم سواء للزينة أو للاحتياطي النقدى. وأضاف «السعيد»، أن الأحداث الجيوسياسية، مثل الحروب أو النزاعات الإقليمية أو التوترات بين الدول الكبرى، تؤدى إلى زيادة المخاوف من حدوث أزمات اقتصادية أو مالية، ما يدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كأداة للحفاظ على الثروة، لأن الحروب والأزمات السياسية مثل الحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أو التوترات فى الشرق الأوسط، تتسبب في أن يشهد الذهب عادة زيادة في الأسعار، ونضيف لهذه الأمور السياسات النقدية للبنوك المركزية. حيث إن البنوك المركزية حول العالم، مثل الفيدرالي الأمريكي أو البنك المركزي الأوروبي تلعب دورا كبيرا فى تحديد أسعار الذهب من خلال سياساتها النقدية، وأيضا شراء الذهب من قبل البنوك المركزية في بعض الأحيان بكميات كبيرة كجزء من استراتيجيتها لتقوية احتياطياتها النقدية، وكل هذه المشتريات يمكن أن ترفع سعر الذهب بشكل كبير وكذا التحفيز النقدى عندما تقوم البنوك المركزية بتوسيع المعروض النقدى من خلال سياسة التيسير الكمى مثل طباعة المزيد من النقود فيؤدى ذلك إلى الضغط على قيمة العملة ويزيد من الطلب على الذهب كأداة لحماية الثروة. وفي ذات السياق، قال كارتر جمال، عضو شعبة الذهب، إن تذبذب قيمة الدولار الأمريكي، وراء الإرتفاع المستمر للذهب رغم الأزمات العالمية، لأن الذهب يقاس عادة بالدولار، وبالتالى فإن أي تقلبات في قيمة الدولار تؤثر مباشرة على أسعار الذهب فعندما يضعف الدولار يصبح الذهب أكثر جذبا للمستثمرين، ما يؤدى إلى ارتفاع الأسعار، وحينما ينخفض الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى، يصبح الذهب أرخص بالنسبة للمستثمرين في الخارج، ما يؤدى إلى زيادة الطلب على الذهب والارتباط العكسى بين الذهب والدولار بشكل عام، لأن هناك علاقة عكسية بين قيمة الدولار وسعر الذهب. أما عن التطورات في أسواق المال العالمية، أفاد «جمال» بأن أسواق المال تتأثر بشكل مباشر بالعديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية في حالة حدوث تقلبات حادة في أسواق الأسهم أو السندات، وقد يتحول المستثمرون إلى الذهب باعتباره أداة استثمار أكثر أمانا، والتقلبات في أسواق الأسهم عندما تكون أسواق الأسهم غير مستقرة أو تمر بفترات من الانخفاض الحاد، يزداد الطلب على الذهب كأداة استثمار آمنة. وبحسب علاء المرسى الخبير الاقتصادي، فإن التطورات في تقنيات التعدين قد تؤثر على العرض، ولكن من حيث المبدأ، تعدين الذهب يتطلب تقنيات معقدة ومكلفة أحيانا، قد تؤدى التكاليف المرتفعة للتعدين أو زيادة الصعوبة فى استخراج الذهب إلى تقييد العرض ما يساهم في رفع الأسعار، والتوجهات فى الاستثمار المؤسسي، حيث تزايد اهتمام المؤسسات المالية الكبرى والصناديق الاستثمارية في الذهب كأداة للتحوط ضد المخاطر المالية قد يزيد من الطلب على الذهب في السنوات الأخيرة.. وأضاف أن العديد من الشركات الكبرى مثل بول تيودور جونز ورای دالیو، بدأت فى تخصيص جزء من محفظاتها الاستثمارية للذهب كوسيلة للاستعداد ضد التضخم والمخاطر المالية لافتا إلى أن ارتفاع أسعار الذهب المستمر يعود إلى تفاعل معقد بين العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية، كون الذهب يعد من الأصول التي ينظر إليها كملاذ آمن في الأوقات الصعبة، لأنه يحافظ على قيمته في مواجهة التقلبات الاقتصادية، التضخم التوترات الجيوسياسية والسياسات النقدية المتبعة من قبل البنوك المركزية. لتكملة قراءة الموضوع العدد في الأسواق الان مجلة المصور

الاكثر قراءة