الأحد 12 يناير 2025

عرب وعالم

"الجارديان": إنكار ترامب لقضايا المناخ يغذي التقاعس عن العمل على مواجهته

  • 12-1-2025 | 12:57

ترامب

طباعة
  • أ ش أ

ذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن حرائق الغابات التي اجتاحت لوس أنجلوس أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص ونزوح 180 ألف شخص فضلا عن حرق حوالي 40 ميلا مربعا ؛ بسبب الرياح والجفاف الشديدين الذي يشهده موسم الأمطار في كاليفورنيا، مشيرة إلى أن أزمة المناخ باتت أكثر تدميرا ، حيث دفعت حرائق الغابات إلى أن تصبح أكثر كثافة تاركة وراءها حياة مدمرة.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي جو بايدن استجاب بتعبئة المساعدات الفيدرالية ، وعلى النقيض من ذلك استخدم الرئيس المنتخب دونالد ترامب ، الذي حُكم عليه جنائيا يوم الجمعة الماضي ، الكارثة لنشر معلومات مضللة وتأجيج الانقسام السياسي.

وأضافت: أن أزمة المناخ لا تعرف حدودا وطنية حيث تظهر الفيضانات المميتة في إسبانيا وحرائق هاواي والجفاف المدمر في شرق إفريقيا أنه لا يوجد مكان بمأمن من آثارها ، لذا يتعين على البلدان أن تعمل من أجل المصلحة المشتركة العالمية وخارج مصالحها الوطنية الضيقة، لافتة إلى أن انكار ترامب يعمل على تأجيج عدم الثقة في العلم ، فهو لا يهدف فقط إلى تأخير ظهور الحقيقة بل أنه يريد هدمها.

وأشارت (الجارديان) إلى أن عودة ترامب إلى السلطة لن توقف مسار أمريكا نحو إزالة الكربون لكنها ستبطئه بشكل كارثي ، والواقع أن هذا ليس هو الحال ففي أغسطس الماضي قدر تحليل أجرته شركة (كاربون بريف) أن عودة ترامب ربما تضيف 4 مليارات طن من انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة بحلول عام 2030 مقارنة بخطط الديمقراطيين ــ وهو ما قد يلحق أضرارا بالمناخ العالمي بقيمة 900 مليار دولار.

وقالت الصحيفة: إن ارتفاع الانبعاثات من شأنه أن يعادل الناتج السنوي المشترك للاتحاد الأوروبي واليابان أو انبعاثات أقل 140 دولة في العالم، مضيفة أن مواجهة حالة الطوارئ المناخية تتطلب أكثر من مجرد الحقائق ، فهي تتطلب تفكيك الآلية السياسية التي تولد الإنكار ، والواقع أن الارتباط بين النموذج الحالي للنمو الاقتصادي وعمق الانهيار البيئي لا يمكن انكاره غير أنه في مواجهة الأدلة الساحقة يتمسك كثيرون من اليمين السياسي بالانكار أو يضعون ثقة عمياء في السوق الحرة.

وتابعت : إن هذا عصر يمارس فيه المليارديرات والدول المارقة والشركات سلطة غير خاضعة للرقابة تقريبا مما يغذي الفوضى المناخية وعدم الاستقرار العالمي، والواقع أن الآليات المقصود منها محاسبة السلطة يجري تفكيكها بعواقب مدمرة، محذرة من أنه بدون اتخاذ إجراءات عاجلة، لن تكون الكارثة التالية تحذيرا بل ستكون لا رجعة فيها ، في حين لا يمكن توقع الكثير من ترامب فإن "الصفقة الخضراء" الأوروبية صغيرة جدا لسد العجز المتوقع هذا العام في الاستثمار الخاص، ناهيك عن الوفاء بالتزامات الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاق باريس للمناخ.

واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالتأكيد على أهمية مواجهة إنكار المناخ بسياسات جريئة وأنه يتعين محاسبة الشركات على دورها في هذه الأزمة ويحتاج الناخبون إلى رؤية الأحزاب الشعبوية اليمينية التي تعطي الأولوية للربح على الكوكب، مشيرة إلى أن الكارثة القادمة ليست تهديدا بعيدا بل هي قيد الحركة بالفعل، مشددة على أن العمل الفوري والحاسم فقط يمكنهما أن يمنع الاحتباس الحراري العالمي من أن يصبح سببا في هلاك البشرية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة