أكدت الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل أن الشراكة مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) تمثل أحد المحاور الأساسية التي أسهمت في تطوير منظومة التأمين الصحي الشامل، حيث تم تعزيز كفاءة تنفيذ الأنشطة المختلفة بالهيئة؛ مما أسهم في تحقيق نتائج ملموسة.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الختامي لمشروع "تطوير القدرات لتنفيذ سياسات التأمين الصحي الشامل في مصر" بالاشتراك مع (جايكا)، اليوم /الأحد/، والذي يستمر لمدة يومين تحت شعار "الدروس المستفادة ومخرجات المرحلة الأولى "، بحضور نائب رئيس هيئة التأمين الصحي الشامل الدكتور إيهاب أبو عيش، ورئيس مكتب جايكا في مصر كاتو كين، ورئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية الدكتور أحمد طه.
وذكرت الهيئة أن تعزيز الحوكمة وتطوير الكوادر مع وضع أدلة تدريب إلكترونية والتوسع في برامج نشر وتعزيز الوعي والإسراع في التسجيل للمستفيدين بالمنظومة، كان من الأولويات الرئيسة في المشروع؛ لاستدامة وكفاءة المنظومة، وذلك في إطار التعاون المستمر بين اليابان ومصر، ممثلًا في دعم الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) لنظام التأمين الصحي الشامل في مصر.
وأوضحت أن هذا المؤتمر يأتي تتويجًا لجهود المشروع التي استمرت لمدة 3 سنوات منذ ديسمبر 2021 لتطوير وتأهيل الكوادر البشرية ووضع السياسات اللازمة؛ لنجاح تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل في مصر، وهو المشروع الذي يهدف إلى المساهمة في تحسين جودة الخدمات الصحية وتوسيع نطاق التغطية لتشمل جميع المواطنين في أنحاء البلاد.
وتناول المؤتمر في اليوم الأول، الدروس المستفادة من المشروع الذي يستهدف تطوير قدرات الهيئة وتنفيذ سياسات التأمين الصحي الشامل مع التركيز على الإنجازات التي تحققت بمحافظات المرحلة الأولى، فضلًا عن تطوير أفكار واستراتيجيات للمرحلة الثانية من المشروع.
كما شمل استعراض المخرجات المتعلقة بتعزيز سياسات الحوكمة وبناء القدرات، بالإضافة إلى جلسات عمل متخصصة في تعزيز الحوكمة وتطوير نظم تدريب الكوادر، كما تم تنظيم حلقة نقاشية حول تبادل الخبرات بين مصر واليابان لتعزيز نظام التأمين الصحي الشامل؛ بما في ذلك زيادة الوعي لدى المواطنين، وإشراك القطاع الخاص وضمان الاستدامة المالية للنظام.
من جانبه..قال نائب رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل الدكتور إيهاب أبو عيش إن مشروع "تطوير القدرات لتنفيذ سياسات التأمين الصحي الشامل في مصر" يعد نموذجًا يحتذى به لمشروعات التعاون والدعم الفني الدولي.
وأضاف أن المشروع يعد أيضًا شراكة حقيقية بين الهيئة والـ"جايكا" تم خلالها المضي قدمًا بعدة أنشطة منها برنامج تطوير دليل السياسات، وإجراءات وأدوات التدريب الإلكتروني والفيديوهات التدريبية، وحملة "ثلاثة في واحد" للتوعية والتسجيل وتحصيل الاشتراكات المقررة من مستفيدي المنظومة وبرامج التدريب الشاملة لتعزيز وزيادة إنتاجية العاملين.
وأوضح أنه يتم العمل حاليًا على الانتهاء من تصميم واعتماد المرحلة الثانية من مشروع التعاون والدعم الفني بين الهيئة والجايكا، على الدروس المستفادة والخبرات المتراكمة بالمجالات الفنية التي انتهى إليها المشروع الحالي.
وتابع أنه من المتوقع أن تعكس أنشطة المرحلة الثانية من المشروع الأولويات والاتجاهات المستقبلية للهيئة، وذلك في ضوء رؤية القيادة السياسية ودعمها الكامل وكذلك استراتيجية الحكومة المصرية للإسراع في تفعيل منظومة التأمين الصحي الشامل، وتوفير الخدمة الصحية ذات الجودة لجميع المواطنين.
وأشار إلى أن هذا التعاون كان له دور بارز في تعزيز قدرات الهيئة في تنفيذ نظام التأمين الصحي الشامل، الذي يستهدف مد مظلة التغطية الصحية الشاملة لجميع المصريين، ويعد أحد المحاور الأساسية التي أسهمت في تطوير منظومة التأمين الصحي الشامل.
وبدورها..أكدت وكالة "جايكا" التزامها المستمر بتقديم الدعم الفني لتطوير وتوسيع نطاق خدمات التأمين الصحي الشامل في مصر؛ لضمان مد مظلة التأمين الصحي الشامل إلى جميع المواطنين بشكل شامل ومستدام.
وأضافت أن تعزيز التواصل المجتمعي وحملات التوعية والتسجيل والسداد كانت من الأولويات الرئيسة في المشروع؛ لضمان التشغيل الفعال للنظام في المستقبل، مشيرة إلى أن ما تحقق من إنجازات يمثل نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من العمل.
ومن ناحيته..أعرب سفير اليابان لدى مصر إيوي فوميو عن سعادته بنجاح هذا المشروع وبالتعاون بين الحكومتين اليابانية والمصرية، مؤكدًا تطلعه لاستمرار هذا التعاون وتطويره في كافة المجالات، مشيرا إلى أنه سيتم خلال اليومين المقبلين تقديم عروض تقديمية من قبل الخبراء حول السياسات ذات الأولوية التي ستعتمدها الهيئة خلال المرحلة الثانية.
وقال إنه سيتم خلال اليومين المقبلين أيضًا استعراض هيكلة المشروع ونقل التقنيات المستفادة من التجربة اليابانية في مجالات الحوكمة والشفافية وبناء القدرات ودمج القطاع الخاص من مقدمي خدمات الرعاية الصحية بالمنظومة، بالإضافة إلى مناقشات متعمقة حول توجهات دعم الإسراع في نشر منظومة التأمين الصحي الشامل بكافة محافظات الجمهورية.
وفي ختام الجلسة، أكدت الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل أن استراتيجيات التعاون بين مصر واليابان ونتائج هذه المرحلة الأولى، تمثل بداية لمرحلة جديدة من التعاون مع الجايكا ومنظمات التعاون الدولي وعلى رأسها البنك الدولي، ووكالة التنمية الفرنسية ومنظمة الصحة العالمية من أجل تعزيز وتوسيع التغطية الصحية الشاملة في مصر؛ مما يساهم في تحقيق رؤية القيادة السياسية والحكومة في توفير التأمين الصحي الشامل بجودة مرتفعة لجميع المصريين دون استثناء.