شهد مسرح المركز الثقافي بكفر الشيخ، أمس السبت، تقديم عرضيين مسرحيين ضمن فعاليات عروض نوادي المسرح، التى تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة لفرع ثقافة كفر الشيخ، ضمن برامج وزارة الثقافة.
بدأت الفعاليات بعرض "علماء الطبيعة " تأليف الكاتب السويسري فريدريش دور بنمات، إعداد وإخراج أحمد سمير، وتدور أحداثه حول مضمون السيطرة على العلم، فمن يمتلك العلم هو المسيطر، ويتم ذلك من خلال مصحة يجتمع فيها مجموعة من العلماء أثروا في البشرية وتتصارع الدول للحصول على هذا العلم، ويوضح ذلك أن مضمون العلم يخص العلماء، أما نتائج العلم تخص البشرية كلها، فنجد أن علماء الطبيعة يصيغون نظرياتهم على أساس ملاحظة الطبيعة ثم يحولونها قوانين، هذه القوانين نستطيع أن ننير بها المدن، ومن خلال نفس القوانين نستطيع أن نبيد نفس المدن، فهل يمكن أن تتحقق العدالة في ظل تغول رأس المال؟!
أما العرض المسرحي الثاني فجاء بعنوان "لعنة زيكار" تأليف وإخراج إبراهيم الفقي، وتدور أحداثه في إطار فانتازيا داخل قرية يمنع حاكمها فيها الحب، وكانت تختفي فيها البنات الصغيرات ويتم هتك أعراض الفتيان الصغيرة، كما العرض يتضمن حكايات عديدة من حكايات الأطفال والحب بشكل درامي غنائي.
"لعنة زيكار" فكرة مريم عبد العزيز، إضاءة محمد عادل، تأليف موسيقي وألحان علي سالم، تصميم بوستر هشام غريب، مخرج منفذ محمد الجوهري، وهشام منصور، مساعد مخرج محمد حسن واحمد حنتيرة، مكياج وإكسسوار حنين عز الرجال ودنيا الهواري، ديكور أحمد بيبو، أحمد جمعة، محمود حمدي، خالد علي.
أعقب العروض ندوة نقدية، شارك بها الكاتب مجدي الحمزاوي، الكاتبة صفاء البيلي، المخرج محمد الزينى.
وعن عرض "علماء الطبيعة"، أشار النقاد إلى الإعداد والتمثيل الجيد وحيوية الأداء، وأثنوا علي السينوغرافيا، حيث عبر الديكور عن العمل بشكل جيد من خلال اللوحات، وحافظ المخرج علي النص الأصلي والخطوط الدرامية، ولكن الموسيقي كانت عالية نوعا ما حجبت بعض الحوارات بالعرض.
وفى نص "لعنة زيكار "، أشاروا إلى إجادة التمثيل، والإضاءة، والسينوغرافيا فهي توحي بالعوالم الفنتازية، وكانت الموسيقى اللايف والغناء اللايف أهم ما يميز العرض، واستطاع أن يتحكم في الموسيقى والذين يعزفون عزف حي، حيث صنعوا حالة من البهجة والسعادة، وتميز الإكسسوار بالتعدد كالشموع والصولجان، والأقنعة، وعبرت الملابس عن كل فترة زمنية، واستطاع المخرج أن يحقق تجربة بصرية جيدة ورؤية اخراجية جيدة، والعرض نقلة نوعية في عروض نوادي المسرح.
العروض إنتاج الإدارة العامة للمسرح، برئاسة سمر الوزير، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، بالتعاون مع إقليم شرق الدلتا الثقافي بإشراف الكاتب أحمد سامي خاطر، وفرع ثقافة كفر الشيخ برئاسة د. أحمد الشهاوي.
يأتي ذلك ضمن عروض الهيئة العامة لقصور الثقافة، المقدمة خلال الموسم الجديد من تجربة نوادي المسرح، وتشمل 155 عرضا مسرحيا مجانيا تم اختيارها من قِبل 325 مشروعا، في تجربة هي الأكثر رواجا في تاريخ المسرح المصري، تتيح خلالها هيئة قصور الثقافة الفرصة للشباب لإبراز مواهبهم في المجال المسرحي بإمكانيات بسيطة، مع مراعاة اختيار عروض مسرحية من مختلف المحافظات، بهدف تقديم خدمة ثقافية متميزة للجمهور، ومنتج مسرحي يصل إلى المحافظات كافة، تحقيقا لمبدأ العدالة الثقافية.