أثار الإعلان عن نظام البكالوريا، الذي تخطط وزارة التربية والتعليم لتطبيقه بدءًا من العام الدراسي 2025-2026، حالة من الجدل بين أولياء الأمور والمختصين.
يعتمد النظام الجديد على دمج المواد العلمية والأدبية والفنية، مع تقديم تقييم مستمر للطلاب وتقسيم المواد على عامين على الأقل، إلى جانب ضمان الاعتراف الدولي بالشهادة ومنح الطلاب فرصتين سنويًا لخوض الامتحانات.
يتضمن هيكل شهادة البكالوريا مرحلتين: "المرحلة التمهيدية" المتمثلة في الصف الأول الثانوي، و"المرحلة الرئيسية" التي تشمل الصفين الثاني والثالث الثانوي.
فيما يتعلق بآلية تطبيق النظام، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن النظام لن يُقر نهائيًا إلا بعد إجراء حوار مجتمعي شامل، يهدف إلى تحقيق توافق مجتمعي يرضي الأسر المصرية، وأوضح أن المشروع سيُعرض على البرلمان للحصول على الموافقة النهائية قبل التطبيق.
وفي خطوة جديدة نحو إصلاح التعليم الثانوي، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن تنظيم جلسات حوار مجتمعي قريبًا لمناقشة تطبيق نظام "البكالوريا المصرية" كبديل للنظام التقليدي للثانوية العامة.
يأتي هذا المقترح في إطار جهود الوزارة لتخفيف الضغط عن الطلاب والأسر، حيث يمنح النظام الجديد الطلاب حرية اختيار المواد الدراسية بناءً على تخصصاتهم الجامعية، مع إمكانية إعادة الاختبارات لتحسين الدرجات، مستفيدًا من تجارب دولية ناجحة في هذا المجال.
وأوضحت الوزارة أن الجلسات ستتضمن مشاركة واسعة من الخبراء التربويين، المعلمين، مجالس الأمناء والآباء، ووسائل الإعلام، لضمان صياغة نظام متكامل يلبي احتياجات جميع الأطراف.
كما أكدت أن النتائج النهائية ستُعرض على البرلمان للحصول على الموافقة الرسمية، وأن النظام لن يُطبق إلا بعد إجراء الحوار المجتمعي ومراجعة كافة الآراء والمقترحات.
يأتي ذلك في سياق تصريحات الدكتور أيمن بهاء، نائب وزير التربية والتعليم، الذي أشار إلى أن الوزارة تستهدف بدء تطبيق النظام على طلاب الصف الأول الثانوي في العام الدراسي 2025-2026، مع الإبقاء على النظام التقليدي لطلاب الصفين الثاني والثالث الثانوي.
من جانبه، شدد شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، على أن النظام الجديد أكثر مرونة وفاعلية مقارنة بالنظام التقليدي، لكنه سيخضع للنقاش الموسع لضمان توافقه مع احتياجات الطلاب وأولياء الأمور.
وبهذا، تصبح جلسات الحوار المجتمعي بمثابة بوابة العبور نحو تطبيق نظام البكالوريا، حيث تهدف إلى تحقيق توافق مجتمعي شامل قبل اتخاذ أي خطوات عملية، بما يضمن تلبية أهداف التعليم، فيما يبقى السؤال مطروحا، هل يعد نظام البكالوريا استكمالا للتطوير، أم محاولة جديدة للهروب من الأزمات في الثانوية العامة؟