كثيرون حاولوا اختصار مصطلح «البناء» فى «الحجر»، مكتفين بالحديث حول أن التنمية يمكن أن تتحقق إذا كانت كل الاحتياجات الأساسية «حاضرة»، غير أن هذه الرؤية لم يكن لها مكان فى «أولويات الرئيس»، الذى يبدو أنه قد قرر منذ يومه الأول فى «مهمة الرئاسة» أن يسير خط بناء البشر متوازيًا مع تشييد الحجر، فالمشروعات القومية العملاقة التى نفذتها مصر خلال السنوات الماضية، والتى تحولت إلى مصدر «فخر» للمصريين وإعجاب للعالم، أدرك الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه بحاجة إلى «عامل متعلم»، و«مهندس واع»، و«مدير» يدرك حجم التحديات ويتمتع بـ«أفق رحب»، ولهذا لم يمل الرئيس السيسى من التوجيه والمطالبة بـ«الاستثمار فى الوعى»، كاشفًا للمصريين، فى كل مناسبة، حجم التحديات التى تواجه الوطن، والمؤامرات التى تحاك ضد مصر، والأزمات التى تحيط بها من كل حد وصوب.
«صناعة الوعى»، يمكن وصفها بـ«الصناعة الثقيلة» التى تسعى القيادة السياسية لـ«توطينها»، لاسيما أنها صناعة لا يمكن استيرادها، أو «إعادة استخدامها» أو تطبيقها لا لشيء إلا لأنها نجحت فى مكان آخر، فكل دولة لها ظروفها وأوضاعها، وكل شعب له عاداته وتقاليده وطباعه، وهو ما تنبه إليه الرئيس السيسى فى دعوته للحكومة والجهات المعنية كافة بضرورة أن يكون «الوعى.. صناعة محلية»، وأن تصل الرسالة واضحة للمواطن المصرى بأن «الوعى.. فرض عين» وليس «فرض كفاية»، وذلك حتى يكون مواطنًا قادرًا على «قراءة الحقائق» وكشف «الأكاذيب» فى زمن تحولت فيه «الشائعات» إلى سلاح قوى يستخدم لـ«إسقاط الدول»، و«الأخبار المفبركة» لقنابل موقوتة تضعها أجهزة معادية فى زوايا الوطن وتضبطها على «موعد محدد» ليحدث «الانفجار من الداخل».
وبالطبع.. القراءة المتأنية لما حدث فى «بر مصر» خلال السنوات الماضية تكشف العديد من الأمور، من بينها حجم المؤامرات التى حيكت ضد «المحروسة»، ورغبة بعض العواصم فى «إسقاط القاهرة» وتحويلها إلى «كرة لهب»، كما تكشف أن «الإنجاز المصرى» دائما كانت تطارده «فبركة» متقنة، و«النجاح الشعبى» لطالما كانت المؤامرة حاضرة ضده، ليس هذا فحسب، لكن القراءة ستكشف أيضا أن «وعى الشعب» كان «كلمة السر» فى العديد من النجاحات التى تحققت، والمؤامرات التى أُفسدت، وهو ما يؤكد أهمية المضى قدمًا، سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى، فى توطين «صناعة الوعى»، وأن تعمل الجهات المسئولة جنبًا إلى جنب مع الشعب، على «تقوية الجبهة الداخلية» وصناعة «مناعة» قوية لمواجهة فيروسات «الأكاذيب والشائعات».