الثلاثاء 14 يناير 2025

المصور

د. هشام رامى: «التفكير النقدى» أساس بناء الوعى السليم

  • 13-1-2025 | 23:16

صورة أرشيفية

طباعة
  • حوار: أميرة صلاح

«صناعة الوعى».. المعركة الأهم التى تخوضها الدولة المصرية من أجل مواجهة الكثير من التهديدات، التى تحيط بالمجتمع فى ظل التطور الهائل فى التكنولوجيا ووسائل الاتصال الاجتماعى، والتى جعلت العالم قرية صغيرة من السهل اختراقها ونشر الأفكار الهدامة من خلالها.

 

وفى هذا السياق، تحدثت «المصور»، مع الدكتور هشام رامى، أستاذ الطب النفسى، حول أهمية الجانب النفسى فى صناعة الوعى، الذى أكد أن بناء الوعى يبدأ منذ الصغر من خلال غرس التفكير النقدى لدى أطفالنا وتدريبهم على كيفية «فلترة» المعلومات التى يتلقونها.

 

«د.هشام»، أكد أن الوعى الصحيح يرتبط ارتباطًا وثيقًا بما يمتلكه الفرد من مهارات تفكير، ويشكل وجدانا يتضمن اتجاهات وميولا إيجابية وحبا للاستطلاع، ويكون لديه رأيًا ويتخذ موقفا مع أى معلومة يتلقاها، وحول طريقة تطوير مهارات التفكير النقدى لدى المواطنين، ورؤيته لـ «صناعة الوعى»، وأمور أخرى كان الحوار التالى:

بداية..لماذا تكتسب الشائعات مصداقية فى الشارع المصرى؟

 

لسببين، نحن لدنيا نوعان من الفكر «النقدى» و«التلقينى»، ونحن نفتقد النوع الأول «النقدى»، لأنه واضح أن وظائف الجهاز العصبى أصبحت تعتمد بشكل كبير على الفكر التلقينى، لأن «النقدى» يحتاج لمجهود ذهنى بمعنى أن أى معلومة يستقبلها يجب أن أتحقق من مدى صدقها ومدى فعاليتها وتوطيفها، من خلال التفكير المنطقى المرتب ذو الخطوات الممنهجة، يجب أن نسأل أنفسنا ما مصدر هذه المعلومة ثم نفكر جيدا فى مدى فائدتها ومدى الغرض من طرحها فى ذلك الوقت، قبل تصديقها أو نشرها.

 

من واقع دراستك ومتابعتك، ما الأسباب وراء انتشار وتزايد معدلات الاعتماد والركون إلى «الفكر التلقينى»؟

 

لأن معظم الناس تربت على الفكر التلقينى وليس النقدى، فضلا عن ضغوط الحياة، لذلك يصدقون أى معلومة كنوع من الاستسهال، وبالطبع المجتمع يدفع الثمن الذى يتكون فيه وعى زائف وتنتشر فيه الشائعات.

 

هل التربية والأسرة لهما دور فى ترسيخ ثقافة «الفكر التلقينى»؟

 

فى الصغر ترسخ الأم فكرة طاعة الكلام دون نقاش أو جدال، بدلا من تعليمه فلسفة نقد أى حديث يتلقاه، فالطفل يجب أن يفكر ويتدبر المعلومات ويبحث عن فائدتها، ومن ثم تبدأ مرحلة العلم التطبيقى من خلال تعليم الأولاد تطبيق هذه القاعدة على أى معلومة وبحث هل هى معلومة إيجابية أم سلبية؟، إذا تم التدريب عليه منذ الصغر فهذا قد لا يأخذ أكثر من ثوانى معدودات تسمح له بالتحقق من المعلومة، فبرمجة الجهاز العصبى ونمو العقل منذ الصغر على الاستخدام الدائم فى الطريقة العلمية للتكفير «الفكر النقدى»، يخلق جيلا غير قابل للتأثر بالشائعات، وذلك بدلا من فكرة تربية الأولاد على سماع الأوامر فقط، وبذلك يبنى جيلا قابل لتصديق أى شيء دون أن يناقشه.

 

ما طُرق تكوين وعى سليم لأى مجتمع؟

 

نحن لدنيا فى الطب النفسى وعلم النفس، أن العقل البشرى صفحة بيضاء حين يولد، ثم نبدأ فى الكتابة عليه «نكتب القيم»، وهى «الأخلاقيات، المودة والرحمة» أو ما يسمى بالوسائل السليمة بالتعامل مع الحياة، وأننا لدنيا تقاليدنا ومعلوماتنا وأن هناك مصادر موثقة للمعلومات ولا نصدق أى شخص، وإذا استوعب العقل هذه القيم من الصغر فنحن بذلك نخلق وعيا إيجابيا «وعيا مصريا حقيقيا»، يمكنه «فلترة» الشائعات وعدم تصديق أى معلومة مضللة، فنحن وجدنا أن العناصر المضللة تستخدم أسلوبا معينا فى نشر الشائعات، إن أى شائعة أو تفعيل لوعى سلبى يكون جزءا منه حقيقيا ثم يبالغ فيه، فهم لا يكذبون أو ينقلون معلومة خاطئة بل يستغلون معلومة فيها جزء من الصدق ثم يشوهون فيها.

 

هل لوسائل الإعلام دور فى بناء الوعى؟

 

بالطبع لها دور حيوى جدا، فيجب أن توعى المواطنين بأساليب تلك العناصر المضللة فى مصر، لكى نتمكن من تقويمها ونبنى وعيا سليما، ووسائل الإعلام بأشكالها المختلفة التقليدية أو الإلكترونية والمرئية، هى أكثر وسيلة قادرة على توصيل المعلومات لشبابنا وأولادنا.

 

وكيف يمكن مواجهة «الوعى المشبوه»؟

 

من خلال عدة طرق، من أهمها نشر وسائل الإعلام للمعلومات السليمة، الموثقة والصحيحة بطريقة جذابة وممتعة تناسب الفئات العمرية المختلفة، وأيضا التوعية بأن التربية لا تقوم على التلقين ولكن تعليم أولادنا طريقة التفكير السليم، وتدريبهم ضد هذه الشائعات والمعلومات المغلوطة من خلال تعليمهم سبل التفكير النقدى والتفرقة بين الغث والثمين، ثانيا: عدم تصديق المعلومات من أول وهلة، بل يجب أن يأخذ برهة من الزمن للبحث والتفكير والتحقق من صدق أى شيء.

 

هل لأجهزة الدولة دور فى بناء الوعى؟

 

طبعًا، هى التى يجب أن تتبنى هذا المشروع القومى، وأيضا أن توجه بضرورة أن تشمل المناهج التعليمية كيفية التفكير النقدى السليم، كلما بدأنا هذا المنهج من الصغر ساهم فى تحصين الأطفال ضد كل المعلومات المغلوطة أو الأفكار المتطرفة، وبناء جيل ذو وعى سليم.

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة