حالة من التدهور الملحوظ فى الوجبات المدرسية، على مدار سنوات عديدة، رغم صدور القانون رقم 42 لعام 1942، الذى ألزم الحكومة بتوفير كلفة التغذية لطلاب التعليم الأساسى، على إثرها قامت وزارة المعارف - حينها، بتزويد المدارس بجميع محافظات الجمهورية، بالوجبات الغذائية، لتحفيز التلاميذ على التعلم، وفى الوقت نفسه، مساندة الأسر الفقيرة..
وعليه، جاء توجيه سياسى، من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة الاهتمام بملف الوجبات المدرسية، والعمل على تطوير الوجبات، لتكون سلاحًا لمحاربة أمراض السمنة والأنيميا والتقزم، باعتبارها أمراضًا شائعة بين طلاب المدارس المصرية، خاصة أن المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة، كشفت عن إصابة 8 ملايين طالب بالأنيميا، ومليون و297 ألفًا مصابين بالتقزم، وما يزيد على 3 ملايين آخرين مصابين بالسمنة..
وإيمانا من القيادة السياسية، بأن الوقاية خير من العلاج، فقد تم تنفيذ برنامج التغذية المدرسية، بعد افتتاح مدينة سايلو فودز للصناعات الغذائية، من أجل إعداد جيل من الطلاب الأصحاء.. وبالفعل، حدث ما تمنته الدولة المصرية، فقد نالت الوجبات المدرسية، استحسان الطلاب وأولياء الأمور، وأيضًا عامة الجمهور.
إدارة شركة سايلو فودز للصناعات الغذائية، أدركت أهمية وضع منظومة عبقرية للتغذية المدرسية، للتغلب على مشكلة تدهور ملف الوجبات الغذائية على مدار عقود كاملة سابقة، وأبعدتها كل البعد عن الغرض والهدف الرئيسى من إنشائها، وهو الاهتمام بالصحة الغذائية لنحو 13.5 مليون طالب يوميًا، عن طريق تقديم وجبة مدرسية ذات قيمة غذائية عالية، تساعد التلاميذ على أداء مهامهم المدرسية بنشاط وحيوية.
وهذه المنظومة المدرسية تشهد حاليًا طفرة حقيقية فى كل جوانبها، منذ إسناد المهمة إلى مجمع سايلو، ويصل عدد الوجبات الموزعة إلى 600 مليون وجبة، وهو أعلى معدل توزيع للوجبات المدرسية على مستوى العالم، مما جعل الشركة تحصل على درع موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
وهذا الصدى الإيجابي، بدأته مدينة سايلو فودز للصناعات الغذائيه من خلال دراسات مباشرة خاضتها مع الجهات المختصة، مثل المعهد القومى للتغذية، والهيئة العامة لسلامة الغذاء، ووزارتى الصحة والتعليم، لتشكيل مجموعة عمل، هدفها إخراج منتج يقدم كوجبة مدرسية، بجودة عالية، تضاهى مثيلاتها من المنتجات الفاخرة، التى تتواجد فى الأسواق المحلية، كما أن الوجبة المدرسية تضم لبنا محليا بأطعمة الموز والفراولة، وبسكوت ويفر، أو بسكوت بالتمر، وساندوتش محشو جبن.
وكل هيئة أو وزارة تشارك بدورها فى منظومة العمل، يهمها أولًا، التأكد من سلامة وجودة وفاعلية العناصر الغذائية التى تقدم إلى الطلاب، فعلى سبيل المثال، يتواجد أعضاء من الهيئة العامة لسلامة الغذاء داخل كل مصنع بالمجمع، يقومون بعمل التحاليل اللازمة للوقوف على مطابقة المنتجات للمواصفات والاشتراطات الموضوعة ضمن خطة مجموعة العمل، وذلك لضمان سلامة المنتجات، كما أن إدارة الجودة داخل المجمع تقوم دائما بدورها الرقابى والإشرافى فى مختلف المصانع، وبكل مراحل الإنتاج، منذ اختيار المواد الخام، وحتى التعبئة والتغليف والتحميل والنقل، كما أنها تتأكد من وصول الوجبات للطلاب.
حوكمة توزيع الوجبات
هناك منظومة حوكمة لعملية توزيع ووصول المنتجات للأولاد بالمدارس، حيث يتم ذلك من خلال آلية محكمة بالكامل، منذ اللحظة الأولى على خطوط الانتاج، وحتى التغليف والتعبئة داخل الكراتين، وإلصاق رقم كودى خاص بكل كرتونة، ويتم تسجيل كل رقم كودى متجه لأى محافظة، ويتم تتبعه حتى الوصول لمكان التخزين الأخير داخل المحافظات، وذلك عبر منظومة متكاملة مترابطة مع وزارة التربية والتعليم، كما يتم متابعة التوزيع الفرعى داخل نطاق كل محافظة، بالكميات وتوقيتات الاستلام والتسليم من المخزن الرئيسي، مضيفًا أن مسئولى التغذية داخل كل مدرسة، تم عمل كروت لهم على شبكة التوزيع، ويتم مسحه ضوئيًا من قبل مندوب التوزيع الجزئي، لتظهر بيانات المستلم داخل كل مدرسة على المنظومة، ويتم متابعة كل تلك البيانات الضخمه بدقة، من خلال غرفة عمليات مركزية داخل المجمع، لضمان توصيل الوجبة المدرسية إلى مستحقيها بسلام وأمان.
ووفقا لإدارة مدينة سايلو فودز للصناعات الغذائية، المجمع يمتلك مجموعة عمل موزعين بكل محافظات الجمهورية، يتبعون قيادة المدينة الغذائية بشكل مباشر، وتكون مهمتهم هى المرور المفاجئ على المدارس، والتأكد من استلام المسئول للوجبات وتوزيعها بطريقة صحيحة على الطلاب، وأيضًا الوقوف على أى خلل قد يحدث، قبل أو أثناء أو بعد، توزيع الوجبات على طلاب المدارس، مضيفا أن كل المنتجات الخاصة بالوجبات المدرسية يتم تمييزها من خلال شعار يوضع على الغلاف الخارجى، مكتوب عليه «خاص بالتغذية المدرسية»، وذلك لضمان حظر بيعه أو تداوله بالأسواق، منوهًا بأن المنتجات يتم تمييزها بألوان مختلفة لكل محافظة، ويتم تغيير تلك الألوان بصورة دورية، لضمان عدم تخزين المنتجات.
الرقابة الصارمة
كل الأجهزة الرقابية الحكومية، تشرف وتراقب تلك المنظومة، لضمان عدم تسرب المنتجات المخصصة للمدارس، إلى قنوات غير مخصصة لها، كما أن المجمع بدأ إنتاج الوجبات المدرسية منذ 3 سنوات، وبلغ حجم ما تم إنتاجه خلال هذه الفترة الزمنية، نحو 2.1 مليار وجبة غذائية مدرسية، ومجمع سايلو يقوم بتقديم منتجاته إلى 33 ألف مدرسة مصرية، بداية من العريش شرقًا، وحتى السلوم غربًا، والإسكندرية شمالًا، حتى أسوان جنوبًا، لافتًا إلى وصول منتجات المجمع إلى جميع مدارس وزارة التربية والتعليم ومعاهد الأزهر الشريف، ومدارس الصم والبكم، ومدارس ذوى الهمم، ومدارس التربية الرياضية.
منصات السوشيال ميديا تشيد بوجبات التغذية المدرسية
وردود الأفعال الإيجابية عن وجبات التغذية المدرسية بعد تطويرها، واضحة على منصات السوشيال ميديا بعدما نالت استحسان الجميع، لأن منتجات المجمع الغذائي، تتمتع بالجودة العالية، مع وجود مختصين داخل المجمع منوط بهم، متابعة كل الشكاوى، والعمل على معرفة الخطأ لتلافيه فورًا، ومعرفة أسبابه لضمان عدم تكراره مرة أخرى.
يشار هنا إلى أنه منذ بداية العام الدراسى 2023/2024 وحتى الآن، تم إنتاج وتوزيع 500 مليون وجبة، لـ 16.4 مليون طالب وطالبة، منها 429 مليون وجبة لطلاب وزارة التربية والتعليم، و71 مليون وجبة لطلاب الأزهر الشريف.