الأربعاء 15 يناير 2025

تحقيقات

نظام البكالوريا الجديدة.. كيف يغير النظام مستقبل التعليم وعقلية الطلاب؟

  • 14-1-2025 | 22:52

محمد عبد اللطيف_ وزير التربية والتعليم الفني

طباعة
  • إسلام علي

نظمت وزارة التربية والتعليم الفني اليوم، جلسة الحوار المجتمعي الثانية حول نظام شهادة ”البكالوريا المصرية“ المقترح، والذي سوف يحل بدوره محل نظام الثانوية العامة القديم، ويبدأ تنفيذه من العام المقبل.

واستهدف الاجتماع، مناقشة الرؤى والمقترحات المتعلقة بتفاصيل النظام المقترح من أجل تحقيق التكامل بين التعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي وتقديم رؤية موحدة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة وأهداف رؤية مصر 2030.

 

من زاوية مختلفة.. رؤية وزير التعليم العالي لنظام "البكالوريا"


وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، أن النظام المقترح يهدف إلى إعداد خريجين أكفاء لسوق العمل، مع التركيز على التخصصات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن المرحلة الجامعية هي امتداد طبيعي لمرحلة التعليم الثانوي وأن الحوار مع المجتمع سيسهل التوافق على رؤية جديدة للتعليم، كما شدد على أهمية ”السنة التأسيسية“ لتقليل الفجوات المعرفية بين المراحل التعليمية المختلفة، مؤكدة  مرونة النظام الجديد واعتماده على الساعات المعتمدة، وفي الوقت نفسه، تحدث عن أن النظام الجديد سيربط التعليم الجامعي بسوق العمل ويواكب التطورات العالمية.


وفي سياق أخر، أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، أهمية مشاركة جميع الأطراف المعنية لضمان الشفافية وزيادة الثقة في النظام الجديد، قائلًا: سنسعى جاهدين لتوفير نظام تعليمي متطور يمنح الطلاب مستقبلاً أفضل دون أي ضغوط نفسية أو مادية.

وأضاف: الهدف الرئيسي هو تخفيف العبء المالي والنفسي على الطلاب وأولياء الأمور، وفي نفس الوقت توفير نظام تعليمي عصري يلبي متطلبات العصر“، مشيرًا إلى أن نظام البكالوريا المصرية سيقدم مجموعة من التخصصات خاصة في مجال التربية والتعليم. 


يقدم نظام البكالوريا المصرية مجموعة واسعة من التخصصات، لا سيما في مجال التعليم، كما أن نظام البكالوريا المصرية سيقدم مجموعة واسعة من التخصصات خاصة في مجال التعليم، كما أن لديه مجموعة واسعة من الإمكانيات في سوق العمل. 

وخلال الجلسة، قدم ممثلو مجلس الأمناء والمعلمون عدة أفكار ومقترحات لتطبيق النظام منها آليات تطبيق النظام والمناهج الدراسية ونظام التقييم وإمكانية تعدد الامتحانات. 

كما سلط المشاركون الضوء على أهمية تدريس التاريخ المصري، والتعريف بالقيم ومهارات التفكير، وتقديم خدمات الإرشاد المهني للطلاب. 

 

نظام البكالوريا الجديد


يركز نظام البكالوريا على تنمية مهارات التفكير النقدي والتحليلي بدلاً من الاعتماد على الحفظ والتلقين، وسيوفر تعليماً متعدد التخصصات يدمج بين المواد العلمية والأدبية والفنية، فضلا عن اعتماده على التقييم المستمر للطلاب، وسيتم تقسيم المواد الدراسية إلى صفين على الأقل، مما يتيح الفرصة للطلاب للتطور التدريجي. 


وأضاف الوزير عبد اللطيف أن النظام الجديد سيزيد أيضًا من فرص الاعتراف الدولي، حيث ستُعقد امتحانات البكالوريا مرتين سنويًا، وتتكون البكالوريا المصرية من مرحلتين رئيسيتين: المرحلة التمهيدية "الصف الأول الثانوي"، وتتضمن عددا من المواد الأساسية التي تدخل في المجموع الكلي، وتشمل مواد التربية الدينية واللغة العربية والتاريخ المصري والرياضيات والعلوم المتكاملة والفلسفة والمنطق واللغة الأجنبية الأولي، بالإضافة إلى مواد خارج المجموع تشمل اللغة الأجنبية الثانية والبرمجة وعلوم الحاسب.


وفيما يخص مواد المرحلة الرئيسية "الصف الثاني الثانوي"، سوف تكون المواد الأساسية في جميع التخصصات تتضمن مواد اللغة العربية والتاريخ المصري واللغة الأجنبية الأولي، بالإضافة إلى المواد التخصصية "يختار منها الطالب مادة واحدة"  وهي: الطب وعلوم الحياة تشمل "الرياضيات/ الفيزياء"، والهندسة وعلوم الحاسب تشمل "الكيمياء/ البرمجة"، والأعمال تشمل "محاسبة/ إدارة أعمال"، والآداب والفنون تشمل "علم نفس/ لغة أجنبية ثانيه".


وأضاف أنه بالنسبة لمواد المرحلة الرئيسية "الصف الثالث الثانوي"، فإنها تتضمن في المواد الأساسية لجميع التخصصات مادة التربية الدينية، بالإضافة إلى المواد التخصصية وهي الطب وعلوم الحياة تشمل "الأحياء مستوي رفيع" و"الكيمياء مستوي رفيع"، والهندسة وعلوم الحساب تشمل "الرياضيات مستوي رفيع" و"الفيزياء مستوي رفيع"، والأعمال تشمل "الاقتصاد مستوي رفيع" "الرياضيات"، والآداب والفنون تشمل "جغرافيا مستوي رفيع" و"إحصاء".
 وفيما يتعلق بالمرحلة الأساسية، والتي تشمل الصفين الثاني والثالث الثانوي، ستشمل المواد الأساسية التي تركز على التخصص الذي يختاره التلميذ، بالإضافة إلى مواد أخرى تتيح له الانتقال إلى مجالات أخرى. 


وبموجب النظام الجديد، سيتمكن الطلاب من أداء امتحانين في العام الدراسي، مع احتساب المحاولات المتعددة وإضافة رسوم إضافية لكل محاولة إضافية. 

 

أستاذ مناهج: نظام البكالوريا الجديد يخفف من الأعباء النفسية والمالية وتأهيل حقيقي للطلاب للجامعات

 

وفي هذا السياق، الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، ان نظام البكالوريا الجديد يقلل من الأعباء النفسية والمالية للطلاب فضلا عن أولياء الأمور، وذلك عن طريق تخفيض أعداد المواد الدراسية بالمقارنة بالنظام القديم. 

وأضاف شحاتة، في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، أنه ومن ضمن أساسيات النظام الجديد أنه لا يوجد امتحانات في الصف الأول الثانوية "المرحلة التمهيدية"، وذلك يؤدي إلى تقليل العبء المعرفي على الطلاب بالمقارنة بالسابق، والذي ينعكس على ميزانية الدروس الخصوصية التي توفرها الأسرة كل عام لأبنائها، هذا وبالإضافة إلى إمكانية إعادة الامتحان لأكثر من مرة للطلاب الذين لم ينجحوا في اجتياز الأول من عدم وجود مصاريف إدارية لإعادة الامتحان وذلك للمرة الأولى فقط. 


وأشار شحاتة أن نظام الساعات المعتمدة سوف يكون أقل من السابق وذلك يترتب عليه تقليل عدد الحصص اليومية، فيبدأ الطلاب في التركيز على مواد أهم ليكونوا مؤهلين للتعليم الجامعي. 
واستطرد: أنه كان في السابق نظام الثانوية العامة لا يؤهل الطلاب بمناهجه إلى المرحلة الجامعة، ولذلك وضع ذلك في الاعتبار في النظام الحالي، وذلك عن طريق تقسيم المرحلة الثانية "الصف الثاني الثانوي" إلى أربعة فروع يختار منهم الطالب ما يشاء من علوم الحياة والهندسة أو الفنون والآداب. 
واختتم شحاتة حديثه بأن  الوزير في حواره المجتمعي اليوم شدد على أن تكون مادة التربية الدينية من ضمن المجموع الأساسي، وذلك لان الجو  المجتمعي اصبح في الوقت الحالي ملوث  بشكل كبير ويجب محاولة إصلاحه.   

 

أستاذ تربوي: نظام الثانوية الكارثي في فترة التسعينات يجب أن توجه إصلاح التعليم اليوم

قال  الدكتور محمد فتح الله أستاذ القياس والتقويم والإحصاء النفسي والتربوي بالمركز القومي للامتحانات، أن نظام البكالوريا الجديد ينقصه العديد من الأسس الايجابية لكي يكون نظام البكالوريا نظام متكامل وينعكس ايجابيا على الطلاب، وذلك في إطار النظرة والحوار المجتمعي لإنجاح النظام. 

وأضاف فتح الله في تصريح خاص لبوابة دار الهلال أنه يجب أن لا يكون تخفيف الأعباء المالية والنفسية على الطلاب في المقام الاول لبناء النظام الجديد، لأن الغاية من التعليم هو تنقية شخصية الطلاب لمواكبة متغيرات العصر الحديث. 

وأشار فتح الله أن الاعتماد في الربط بين نظام البكالوريا وسوق العمل، يمكن ان ينجح على المدى القصير فقط، وذلك نظرا لان سوق العمل متغير دائما، ولاسيما في ظهور وظائف جديدة كل يوم على الساحة العالمية، لذلك يجب ان تكون البوصلة الرئيسية للنظام هي بناء شخصية متكاملة من الناحية النفسية والعلمية وان نستطيع ان نوجه الطلاب للتفكير خارج الصندوق. 


وذكر فتح الله أنه يجب أن يتم عمل دراسات متعددة  على ذلك النظام قبل تطبيقه من خلال الدراسة على نفس الحالات المشابهة لذلك النظام سواء في مصر او بالخارج. 


واستطرد فتح الله أن ذلك النظام كان في السابق متواجدا بشكل جزئي في عهد الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم السابق، في فترة التسعينيات حيث وضع أسس لنظام الثانوية العامة، بأن تكون سنتين وأن يسمح للطلاب بالدخول للامتحان لأكثر من مرة واحدة ، وبدأ ذلك النظام في عام 1994 وانتهي حوالي 1998 ، لذلك يجب ان نأخذ في الاعتبار ذلك سلبيات ذلك النظام لكي يتم تجنبها في النظام الجديد.

 

قال محمد حسين، عضو مجلس النواب انه لم يصل إلى الآن حيثيات نظام البكالوريا الخاص بالثانوية العامة. 

وأضاف في تصريح خاص لبوابة دار الهلال انه ما يجرى إلى الآن هو حوار مجتمعي لوضع أسس فقط لهذا النظام، ومن المتوقع ان يتم تحضير جلسة للجنة التعليم مع محمد عبد اللطيف لعقد المناقشات. 

 

وفي سياق متصل، أكدت منى عبد العاطي، وكيل لجنة التعليم بالنواب، انه وحتى الآن لم تتضح الأمور بخصوص كامل محتويات نظام البكالوريا، وانه وعند وصول مواد النظام الجديد الى لجنة التعليم بالنواب سوف يتم النظر في حيثياتها بمشاركة جميع أعضاء اللجنة.

الاكثر قراءة