تسارعت التحركات من الجانب الفلسطيني، خلال الساعات الأخيرة، وذلك في سبيل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية منذ أكثر من 15 شهرًا، وسط الأنباء التي تشير إلى أن الوسطاء نجحوا في وضع صيغة نهائية للاتفاق، تمهيدًا للإعلان عنه.
حضور فلسطيني.. وتحرك عبري
أكدت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، أن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وصل إلى مراحله النهائية ويجب استمرار التشاور مع قادة فصائل فلسطينية حتى إتمامه، موضحة أنها أجرت سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية؛ لوضعهم في صورة التقدم الحاصل في المفاوضات الجارية في الدوحة.
وفي غضون ذلك، وصل وفد رفيع المستوى من حركة الجهاد الإسلامي إلى الدوحة مساء اليوم؛ للمشاركة في التفاصيل النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق ما جاء في بيان صادر عنها.
فيما قالت "لجان المقاومة" في فلسطين، إنها تلقت إحاطة من الوفد المفاوض بحركة حماس حول جهود الوسطاء المصريين والقطريين؛ لإنجاز اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
وأعربت لجان المقاومة عن "ارتياحها لما تم إنجازه حتى الآن من تقدم ملحوظ وإيجابي؛ لإتمام المرحلة الأولى ومتطلباتها بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني وعلى طريق وقف المذبحة وحرب الإبادة ووقف المآسي التي يعيشها شعبنا بفعل المحرقة الصهيونية"، وفق قولها.
وفي الداخل العبري، دعا ممثلو عائلات أسرى إسرائيليين، اليوم، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بصفقة تضمن إعادة المحتجزين في قطاع غزة جميعهم، بطريقة وموعد معروفين مسبقًا، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وقال ممثلو عائلات أسرى لبقية العائلات، إن "رئيس الوزراء أوضح لنا أن المفاوضات تدور حول صفقة تشمل الجميع"، كما قالت القناة الـ12 الإسرائيلية.
وفي إطار ذلك، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أن مصر وقطر توصلتا إلى صيغة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، زاعمة أن الكرة الآن في ملعب "حماس".
وتسعى الولايات المتحدة إلى رمي الكرة في ملعب حركة حماس، رغم أنه ثبت مرارًا أن الرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو من يعرقل التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، حفاظًا على مصالحه السياسية.
ومن جانبها، أكدت مصر، اليوم الثلاثاء، على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ووقف التصعيد في المنطقة، مشددة على أنه حان الوقت؛ لتوافر الإرادة السياسية للتوصل إلى اتفاق؛ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
الرتوش الأخيرة
بدورها، أفادت قطر بأن مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة في "التفاصيل النهائية"، مؤكدة أنها بلغت أقرب نقطة لإعلان اتفاق.
ومنذ أيام تشهد الدوحة جولة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بهدف التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة، يشارك فيها مسؤولون أمريكيون من إدارتي الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، ووفد إسرائيلي يضم رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار.
وذكرت قطر أنه تم تسليم مسودات الاتفاق لحماس وإسرائيل، وتم تذليل الصعوبات أمام القضايا العالقة الرئيسية بين الجانبين، والمحادثات الجارية حاليًا بالدوحة حول التفاصيل النهائية.
وشددت على أنها (قطر) إلى جانب مصر والولايات المتحدة ملتزمون بنجاح الاتفاق حال التوصل له، كما حدث في الهدنة الأولى نهاية 2023.
وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء، فإن الاتفاق يتضمن عددًا من النقاط أبرزها إطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا في غزة منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الـ50 وجرحى ومرضى، وإذا سارت الأمور على النحو المخطط لها، ستبدأ مفاوضات بشأن مرحلة ثانية في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وأشارت إلى أن في المرحلة الثانية سيطلق سراح باقي المحتجزين الأحياء، ومنهم الجنود والرجال في سن الخدمة العسكرية، بالإضافة إلى إعادة جثث القتلى منهم، وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من بينهم أصحاب أحكام طويلة.
وإلى جانب ذلك، يتضمن الاتفاق انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي على مراحل مع بقائها قرب الحدود "للدفاع عن المدن والبلدات الإسرائيلية"، فيما ستكون هناك ترتيبات أمنية فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا جنوبي قطاع غزة، مع انسحاب إسرائيل من أجزاء منه بعد الأيام الأولى من الاتفاق.
ويُشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر 2023، حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.