الثلاثاء 14 يناير 2025

تحقيقات

24 ساعة على الحسم.. الدوحة تشهد وضع الرتوش الأخيرة على اتفاق تهدئة غزة

  • 13-1-2025 | 21:25

العدوان على غزة

طباعة
  • محمود غانم

24 ساعة حاسمة تنتظر مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث تشير الأنباء إلى أن العاصمة القطرية الدوحة ستشهد فيها وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، الذي من شأنه أن ينهي العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 15 شهرًا متتالية. وبينما تتواتر الأنباء من الجانب العبري مؤكدة أن المحادثات تشهد تقدمًا غير مسبوق، تلتزم حركة حماس من جهتها الصمت، إلا أن موقفها قد عُلم سلفًا من خلال تمسكها بأن يُفضي الاتفاق إلى تحقيق وقف فوري وكامل لإطلاق النار في قطاع غزة.

 تحركات غير مسبوقة

اجتمع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، مساء اليوم الاثنين، مع وفد حركة "حماس" لمفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة برئاسة الدكتور خليل الحية، حيث استعرضا آخر المستجدات المتعلقة بهذا الصدد، بما يحقق هدنة طويلة الأمد في القطاع، الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية منذ أكثر من الـ15 شهرًا.

وفي الإطار نفسه، استقبل أمير قطر كذلك، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حيث تناولا آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

كما بحث أمير قطر، هاتفيًا، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن تطورات الأوضاع في غزة وجهود الوساطة لإنهاء الحرب، حيث اتفقا على مواصلة التنسيق مباشرة، ومن خلال فرقهما في هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات، كما أفاد البيت الأبيض.

يأتي ذلك وسط تحركات متسارعة يجريها الوسطاء من أجل التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة، قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الـ20 يناير الجاري، خاصة في ظل تهديداته للشرق الأوسط بالجحيم في حال إذ لم يتم تحرير المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس.

وفي موازة ذلك، قال مسؤول مطلع لوكالة "رويترز" للأنباء، إن جولة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة مقررة في الدوحة -صباح غدًا الثلاثاء- لوضع آخر اللمسات على التفاصيل المتبقية، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يحضر مبعوثي ترامب وبايدن ورئيسي المخابرات الإسرائيلية ورئيس وزراء وزير خارجية قطر.

ومنذ أيام تشهد الدوحة جولة من المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس بهدف التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة، يشارك فيها مسؤولون أمريكيون من إدارتي الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، ووفد إسرائيلي يضم رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار.

وفي غضون ذلك، أشار إعلام عبري إلى أن وزارات إسرائيلية تلقت تعليمات بالاستعداد لاستقبال المحتجزين في غزة، المتوقع إطلاق سراحهم ضمن صفقة محتملة مع حركة حماس، ما يدلل على أن الأمور تمضي على قدم وساق نحو تحقيق التهدئة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إن الوزارات المعنية تلقت طلبًا بشأن الاستعدادات لاستقبال المحتجزين المتوقع إطلاق سراحهم ضمن الصفقة المحتملة مع حماس.

وبحسب "الهيئة"، ففي حال تمت الموافقة على الصفقة، فمن المنتظر أن يصل المحتجزون إلى إسرائيل خلال الأيام المقبلة، وذلك وفقًا للاتفاق الذي سيتم توقيعه.

وقبل ذلك، تزايدات في إسرائيل الأنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة، حيث زعم موقع "والا" العبري، أن إسرائيل في طريقها لإبرام صفقة محتملة لتبادل الأسرى مع حركة حماس.

وقال "والا" عن مصادر، إن إسرائيل والوسطاء توصلوا إلى اتفاق بشأن مسودة صفقة لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة وسلموها لحماس، التي من المتوقع أن يأتي ردها خلال الـ24 ساعة المقبلة، في حين نقلت القناة الـ12 العبرية عن مصادر إسرائيلية، أنه "تم الاتفاق على تفاصيل الصفقة لإطلاق الرهائن، والآن ننتظر الرد النهائي من حماس".

وبهذا تسعى المصادر العبرية إلى رمي الكرة في ملعب حركة حماس، رغم أنه ثبت مرارًا أن الرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو من يعرقل التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، حفاظًا على مصالحه السياسية.

ومن جانبها، لم تعقب حركة حماس على الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام العبرية، لكنها أكدت مرارًا وتكرارًا أن التحقيق وقف فوري وكامل لإطلاق النار، إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية إلى محاذاة الحدود، هو السبيل للتوصل إلى اتفاق يحرر المحتجزين الإسرائيليين.

ووسط الأنباء العبرية، قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن هناك احتمالًا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قبل مغادرة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن منصبه هذا الأسبوع، غير أنه أضاف أنه لا يمكنه تقديم وعود بهذا الشأن، بحسب ما أورده موقع "بلومبرج".

فيما قال مسؤول أمريكي مطلع أن جميع الأطراف أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق، لكنه قال إن المفاوضات قد تنهار، وفقًا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

وفي المقابل، أكدت حركة حماس، أن المفاوضات بشأن قضايا رئيسية لوقف إطلاق النار في غزة أحرزت تقدمًا، ويتم العمل على استكمال ما تبقى قريبًا، وذلك على عهدة وكالة "رويترز" للأنباء.

تضارب الأنباء

وفي خضم ذلك، ذكرت وكالة "رويترز"، أن مسودة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى أُرسلت إلى كل من إسرائيل وحركة حماس للموافقة عليها، وذلك بحسب ما قال مسؤول مطلع على المفاوضات.

لكن مسؤولًا إسرائيليًا آخر نفى لـ"رويترز" تلقي إسرائيل مسودة الاتفاق حتى الآن، وهو ما أكدته صحيفة "هآرتس" العبرية، حيث قالت إن "مصدرًا إسرائيليًا نفى إرسال مسودة نهائية" للاتفاق.

ولأكثر من مرة، كانت المؤشرات تشير بقوة إلى قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان له دور محوري في إفشال تلك المفاوضات القائمة بواسطة مصرية قطرية، حفاظًا على مصالحه السياسية.

ومنذ ما يقرب من أكثر من عام، أجرت مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة