يُسابق الوسطاء الزمن من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن؛ لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، جراء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث تؤكد الأنباء أن من شأن الإطار الحالي أن يُفضي؛ لوقف العدوان، الذي أوقع أكثر من 156 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح.
ووسط تلك الأنباء التي تؤكد قرب التوصل إلى اتفاق في شأن قطاع غزة، رسمت وسائل الإعلام العبرية والعالمية ملامح هذا الاتفاق، الذي يتضمن الإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس مقابل انسحاب إسرائيلي من القطاع.
ملامح اتفاق غزة
وبحسب ما أورده موقع "والا" العبري عن مسؤولين، فإن المرحلة الأولى للصفقة المحتملة مع حركة حماس ستتضمن الإفراج عن النساء والأطفال والرجال فوق سن 50 عاما أو المرضى.
وأضاف المسؤولون لـ"والا"، أن المرحلة الأولى للصفقة سيفرج فيها عن النساء والأطفال والرجال فوق سن 50 عامًا أو المرضى، موضحين أن الجيش الإسرائيلي سينسحب تدريجيًا من معظم أنحاء القطاع إلى منطقة عازلة خلال فترة تستمر 42 يومًا.
وفي الإطار نفسه، أفادت قناة "كان" العبرية، بأن الجيش فكك معداته وقواعده وسحبها من محور "نتساريم"، مشيرة إلى أنه مع بدء تنفيذ الصفقة، سيتمكن الفلسطينيون من العودة إلى شمال غزة دون أي قيود.
المرحلة الأولى
وفي غضون ذلك، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية، إن المرحلة الأولى التي تسمى بـ"المرحلة الإنسانية"، تستمر 42 يومًا. ومن المتوقع أن تتضمن إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا، أحياءً وأمواتًا، بمن فيهم النساء وكبار السن والمرضى، ومقابل ذلك، سوف ينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من معظم المناطق الخاضعة لسيطرته في غزة.
ووفقًا للقناة، فإن عملية إطلاق سراح أول دفعة من الأسرى الإسرائيليين ضمن المرحلة الأولى ستتم في اليوم السابع من وقف إطلاق النار.
وأضافت نقلًا عن تقارير إعلامية، إن مقابل كل مواطن إسرائيلي امرأة أو مسن، سيتم إطلاق سراح 30 معتقلًا فلسطينيًا من فئات مختلفة، بما في ذلك القاصرون والمرضى والنساء.
المرحلة الثانية والأخيرة
وبحسب القناة الـ12، فإن المرحلة الثانية والتي ستبدأ في اليوم الـ16 من الاتفاق ستركز على مناقشات حول صفقة شاملة لجميع المحتجزين في غزة.
فيما تركز المرحلة الثالثة، بحسب القناة، على الترتيبات طويلة الأمد، بما في ذلك المناقشات حول حكم بديل في قطاع غزة وخطط إعادة إعماره.
وكشفت أن "تل أبيب" وافقت على عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، وهو التنازل الدراماتيكي الذي أصرت عليه حماس طوال المفاوضات، مع إجراء التفتيش الأمني على المركبات فقط من قبل جهة دولية، في حين لن يتم تفتيش المشاة.
وفي سياق ذلك، رجحت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، أن ينعقد المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر "الكابينت" -اليوم الثلاثاء- للتصديق على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس.
وأفادت "الهيئة"، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد أن يضمن أن "شريكه المقرب" وزير المالية بتسليل سموتريتش لن يسقط الحكومة على خلفية معارضته للصفقة.
لكن -وفقًا للهيئة- فإن فرصة حدوث ذلك "ضعيفة جدًا"، حيث لدى نتنياهو "أغلبية واضحة" داخل الحكومة لإمكانية تمرير الصفقة رغم معارضة سموتريتش الذي وصفها بـ "الكارثة" وكذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير.
رويترز تؤكد الأنباء
وإلى حد ما تتوافق رواية الإعلام العبري مع ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء، حيث قالت إن الاتفاق يتضمن عددًا من النقاط أبرزها إطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا في غزة منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الـ50 وجرحى ومرضى، وإذا سارت الأمور على النحو المخطط لها، ستبدأ مفاوضات بشأن مرحلة ثانية في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وأشارت إلى أن في المرحلة الثانية سيطلق سراح باقي المحتجزين الأحياء، ومنهم الجنود والرجال في سن الخدمة العسكرية، بالإضافة إلى إعادة جثث القتلى منهم، وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من بينهم أصحاب أحكام طويلة.
وإلى جانب ذلك، يتضمن الاتفاق انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي على مراحل مع بقائها قرب الحدود "للدفاع عن المدن والبلدات الإسرائيلية"، فيما ستكون هناك ترتيبات أمنية فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا جنوبي قطاع غزة، مع انسحاب إسرائيل من أجزاء منه بعد الأيام الأولى من الاتفاق.
ومنذ أيام تشهد الدوحة جولة من المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس بهدف التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة، يشارك فيها مسؤولون أمريكيون من إدارتي الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب، ووفد إسرائيلي يضم رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار.
ويُشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر 2023، حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.