أظهرت دراسة جديدة أن تقنية ليزر مبتكرة قد كشفت عن تفاصيل معقدة لوشوم على مومياوات تعود لقرون في حضارة تشانكاي، التي ازدهرت في بيرو بين عامي 900 و1533 ميلادية، ونُشرت الدراسة في مجلة "PNAS" يوم الاثنين 13 يناير.
استخدم الباحثون تقنية تُعرف باسم "الفلوريسcence المحفزة بالليزر" (LSF)، التي تتيح إنتاج صور تعتمد على الفلورية لعينة ما، مما يكشف عن تفاصيل قد تفوتها الفحوصات التقليدية باستخدام الضوء فوق البنفسجي. وصرح مايكل بيتمان، عالم الحفريات في جامعة الصين في هونغ كونغ، أن "ثلاثة فقط من الأفراد الموميين أظهرت وشومًا بتفاصيل عالية تتكون من خطوط رفيعة لا يتجاوز سمكها 0.1 - 0.2 ملم، والتي لم يكن بالإمكان رؤيتها إلا باستخدام تقنيتنا الجديدة".
تعمل تقنية LSF عن طريق جعل الجلد الموشوم يتلألأ باللون الأبيض الساطع، مما يجعل الحبر الأسود القائم على الكربون يبرز بوضوح، وهذه التقنية تقضي تقريبًا على مشكلة تلاشي الوشوم مع مرور الوقت، وهو ما يمكن أن يُخفي التصميمات.
أظهرت الدراسة أن الوشوم الثلاثة ذات التفاصيل العالية كانت تتضمن أنماطًا هندسية، خاصة مثلثات، والتي تتواجد أيضًا في وسائل الفن الأخرى لحضارة تشانكاي مثل الفخار والنسيج.
وأشارت كاسيا زريمسكي، عالمة الآثار في جامعة إلينوي أوربانا-شامبين، إلى أن "حضارة تشانكاي معروفة بأعمالها الفخارية والنسيجية ذات اللونين الأسود والأبيض".
على الرغم من الأهمية العلمية لهذا الاكتشاف، أعرب بعض الخبراء عن تحفظهم. فقد صرح آرون ديتير وولف، خبير الوشوم القديمة في قسم الآثار بولاية تينيسي، بأنه غير مقتنع بأن تقنية LSF تقدم فائدة كبيرة مقارنةً بالأساليب الحالية مثل التصوير بالأشعة تحت الحمراء عالية الدقة أو التصوير متعدد الأطياف.
تُعتبر هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أعمق للوشوم ودلالاتها الاجتماعية في حضارة تشانكاي، حيث يمكن أن تساعدنا في التعرف على الأنماط التي قد تشير إلى أنواع أو طبقات مختلفة من الأشخاص.