السبت 18 يناير 2025

الهلال لايت

بحث قديم من نهايات القرن التاسع عشر الميلادي يوضح نسب العثمانيين إلى التتار

  • 17-1-2025 | 21:36

صورة تعبيرية

طباعة
  • إسلام علي

يمكن ارجاع الأصول العثمانية إلى التتار الذين عاشوا حول جبال ألتاي بالقرب من الحدود الشمالية للصين، ووفقًا للسجلات، فإنهم ينحدرون من السكيثيين الذين كانوا معروفين بشجاعتهم وبسالتهم في الحروب.
تزعم بعض المصادر أن مجموعة من التتار الذين ينتمون إلى الأجداد المعروفين باسم ”الترك“ هاجروا غرباً في القرن الأول الميلادي واستقروا في المنطقة المعروفة الآن باسم تركستان.

تحد المنطقة سيبيريا من الشمال، وبخارى من الجنوب، والصين من الشرق، وبحيرة الأورال من الغرب، وتميزت المنطقة بجودة وخصوبة الأرض، مما جعلها مستوطنة مثالية لهذه القبائل. 


لم يستغرق التتار وقتًا طويلاً حتى بدأوا في توسيع نطاق حكمهم، ولكنهم في ذلك الوقت لم يكونوا على دراية بالإسلام، حيث لم يقبلوه حتى منتصف القرن الرابع الميلادي. 
انقسم التتار إلى طائفتين رئيسيتين: الأوغوز والسلاجقة، وقد استقر السلاجقة في منطقة بخارى وأسسوا مملكة واسعة تمتد من بحر قزوين إلى بحر الروم، وكانت لهم عواصم في فارسوبوليس (استهار) وكرمان ودمشق وحلب ورام (آسيا الصغرى). 


وصل الانتقال التاريخي للأمبراطورية السلجوقية في القرن الثالث عشر الميلادي، إلى أوجها في آسيا الصغرى تحت حكم السلطان علاء الدين، الذي جعل قونية عاصمة له، وخلال هذه الفترة، ظهر القائد المغولي جنكيز خان وغزا تركستان وأخضع معظم القبائل، باستثناء قبيلة الأوغوز بقيادة أمير يُدعى سليمان شاه. 


وتحركت هذه القبيلة غربًا بحثًا عن أراضٍ خصبة وأراضٍ جديدة، لكنها فقدت قائدها في الطريق عبر نهر الفرات، حيث غرق ودُفن، وبعد وفاة سليمان شاه، تولى ابنه أرطغرل قيادة القبيلة وسافر عبر آسيا الصغرى. 
شهد في إحدى رحلاته معركة بين جيشين من بعيد، وتدخل ضد أحدهما دون علم الطرفين، مما أدى إلى انتصار السلاجقة على المغول، ونتيجة لهذا الانتصار، منحه السلطان علاء الدين أرضًا خصبة على الحدود الفريجية. 

 

ولادة الدولة العثمانية


وعلى هذه الأرض أصبح ابن أرطغرل، عثمان، مؤسس الدولة العثمانية، بعد وفاة والده علاء الدين، تولى عثمان زعامة القبائل في عام 1200 م وبدأ مرحلة جديدة من الفتوحات.
يُقال إن عثمان كان شابًا طموحًا وقع في حب فتاة تُدعى مار هاتون ابنة الشيخ الصالح الزاهد إدفاري، رفض إدفاري أن يزوج عثمان من ابنته، لكن رؤى عثمان أبطلت ذلك، فقد رأى في حلمه القمر يطلع من صدر إدفاري وشجرة عظيمة تنمو من جذعها، ويغطي ظلها الأرض والبحر.
وبدا في الحلم أن أنهار دجلة والفرات والدانوب والنيل تتدفق من جذور تلك الشجرة، فاعتبر إدفاري ذلك بشارة عظيمة، تزوج عثمان من مار خاتون وأنجب منها أورخان. 
وبعد وفاة السلطان علاء الدين بدأ عثمان حكمه المستقل وكان أول فتح له هو الاستيلاء على حصن يوناني بخطة محكمة، ثم استولى على حصن يوناني. 
توالت إنجازات عثمان ووصيته، والتي كانت الفتوحات وكان من أبرز إنجازاته حصار نيقية، أول عاصمة للدولة العثمانية، وفتح بورصة. 
وقبل وفاته بفترة وجيزة أوصى ابنه أورخان بأن يحكم بالعدل ووفقًا للشريعة الإسلامية، وأن تكون بورصة عاصمته، وتوفي السلطان عثمان في عام 1236 م، بعد حكم دام 27 عامًا، تاركًا إرثًا عظيمًا للدولة العثمانية. 
وقد عُرف بتواضعه وبساطته، حيث لم يترك ذهبًا أو فضة، بل قفطانًا وعمامة وبضعة خيول وبقرة، وذلك طبقا لما نشرت بحث قديم في مجلة الهلال في عددها الأول يوم 1 سبتمبر من 1892م.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة