قالت صحيفة "لكسبريسيون الجزائرية" الناطقة بالفرنسية، إن فلسطين تخرج من 15 شهرا كانوا أشبه بكابوس مطلق ومحاولة لمحو كل مكوناتها جسديا، مشيرة إلى 15 شهرا من الاعتداء اللإنساني الذي أزهق مايقرب من 50 ألف روح من بينهم حوالى 20 ألف سيدة وطفل وأكثر من مائتي صحفي وأكثر من ألف من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم /السبت/ بقلم كاتبها سعيد بوستة، إن القنابل الإسرائيلية التي دمرت غالبية البنية التحتية لقطاع غزة قد سجلت علامة مظلمة للقرن الحادى والعشرين لايمكن محوها بسهولة، موضحة أنه خلال الـ 15 شهرا من هذه الحرب غير العادلة ، لم تبعد اسرائيل إصبعها عن "الزناد" وكان حلفاؤها يزودونها بالقنابل والرصاص والطائرات بدو ن طيار.
وأكدت أنه في مواجهة الوحشية الإسرائيلية، أظهر شعب غزة إرادته وشجاعته وتضامنه الغالبية العظمى من البشرية، موضحة أن هذا التضامن هو ما أعربت عنه الحكومات والشخصيات المستقلة من العالم الحر.
وأشارت إلى أنه قرار بعد قرار، ونقاش بعد نقاش، وتعبئة الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وقد حصلت بلادنا على قرارات تدين الكيان الإسرائيلي وافق عليها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وأدت الضغوط التي مارستها الحكومات والمجتمع المدني إلى إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق مرتكبي الإبادة الجماعية.
وأكد الكاتب أن المجمتع المدني لاحق زعماء الإبادة أمام الجنائية الدولية ، وقادت جنوب إفريقيا مجموعة الدول للدفاع عن القضية الفلسطينية أمام محكمة العدل الدولية ، وكانت الجزائر، في نفس الوقت، طوال هذه المرحلة الرهيبة من التاريخ البشري صوت فلسطين في الأمم المتحدة.
وأوضح أن الحرب على غزة تنتهي بخسائر فادحة ، مؤكدا انها كانت حربا طويلة ومميتة بالنسبة للفلسطينيين وتم ذلك على الأرض، وفي المحاكم الدولية، وفي الأمم المتحدة وفي هذه المناطق الثلاث من المواجهة تكبد إسرائيل خسائر.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه سيتم إعادة بناء غزة ، وسوف تنبثق الحياة هناك مجددا، وسيشهد العالم أجمع قدرة الفلسطينيين غير العادية على الصمود في وجه أسوأ الاعتداءات ، وأما الكيان الإسرائيلي فسوف يفقد دعمه يوما ما، وعندما يأتي ذلك الوقت، سوف يذكرهم الناس في جميع أنحاء العالم بالجرائم التي ارتكبوها في فلسطين.