ترقد أعداد «الهلال» القديمة في زوايا المكتبات العربية، حاملة بين طياتها كنزًا ثمينًا من الصور النادرة التي توثق أهم اللحظات في تاريخنا العربي والعالمي، اليوم، وكأننا نفتح صندوقًا سحريًا، نجد أنفسنا أمام ألبوم صور حي يروي قصة قرن كامل من التحولات من صور نادرة لشخصيات تاريخية بارزة، إلى لقطات تصور الحياة اليومية في شوارع القاهرة.
ونستعرض ما نشرته صفحات مجلة الهلال في عددها الصادر بتاريخ 1 يناير 1935، والذي يحتوي على صورة نادرة لأحمد زكي باشا في شبابه.
أحمد زكي باشا (1867م - 5 يوليو 1934م) كان أحد أعلام النهضة الأدبية في مصر، ومن رواد إحياء التراث العربي الإسلامي، وقد اشتهر بلقب "شيخ العروبة"، إلى جانب جهوده الكبيرة في إحياء التراث العربي ونشره، عمل في الترجمة والتأليف والبحث، كما شارك في مؤتمرات المستشرقين وعمل في الجامعة المصرية.
يعد أحمد زكي باشا أول من استخدم مصطلح "تحقيق" على أغلفة الكتب العربية، وقد أدخل علامات الترقيم في اللغة العربية، وعمل على تقليل عدد حروف الطباعة العربية، كما أنشأ - بجهده وماله الخاص - مكتبة كانت من كبريات المكتبات في المشرق الإسلامي.
تأثر أحمد زكي باشا بثلاث حركات رئيسية سبقته: النهضة التي قادها رفاعة رافع الطهطاوي في مجال الترجمة ونقل الآثار الأدبية والفكرية من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية؛ والنهضة التي قادها السيد جمال الدين الأفغاني في تحرير الفكر والإيمان بالشرق؛ والنهضة التي تصدر لها محمد عبده في تحرير الأسلوب العربي من التقليد، وتوجيه الكتابة إلى المضمون والهدف دون الاعتماد على المقدمات والزخارف اللفظية.