مع الساعات الأولى لتنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ثمن خبراء أردنيون ومراقبون الدور المصري من أجل الوصول إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي على غزة والانتهاكات المتكررة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال الخبراء الأردنيون، في تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن مصر لعبت دورا تاريخيا وقادتا مع الأردن جهودا كبيرة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى أن تم التوصل إلى هذا الاتفاق، مشيرين إلى أن التنسيق والتشاور بين القاهرة وعمان أسفر عن تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني على مدار 15 شهرا من الحرب دون توقف عبر تقديم المساعدات والإنسانية والغذائية .
وثمن الكاتب والمحلل السياسي الأردني الدكتور صلاح العبادي، جهود الدبلوماسية المصرية المثمرة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، والذي بدأ اليوم الأحد، معربا عن تقديره لدور مصر وجهودها في الوساطة المشتركة التي أفضت إلى الوصول إلى اتفاق وقف النار في قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذا هو دور مصر المحوري والمؤثر في المنطقة؛ وهي خطوة هامة تأخرت كثيرا نحو تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق ووقف التصعيد العسكري الذي أودى بحياة ما يزيد عن ٤٦ الف شهيد وأكثر من ١١٠ آلاف مصاب.
وكشف العبادي أنه ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر2023، اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع أخيه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عدة مرات، وهو ما يعود إلى دورهما الكبير مؤكدا أن القاهرة و عمان طرفان رئيسيان في القضية الفلسطينية، ويتمسكان بأدوارهما التاريخية، خاصة رفضهما القاطع لمسألة التهجير والتدخل الدولي في إدارة غزة بعد الحرب.
ولفت إلى أن الجهد المصري الأردني لم يتوقف منذ بداية الحرب على غزة قبل خمسة عشرة شهرا، وكذلك التنسيق بين البلدين قائم للإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، منوها أن البلدين يعملان حاليا أيضا بكل قوة وتنسيق من أجل إنفاذ المزيد من المساعدات مع الساعات الأولى لوقف النار.
من جانبه، أشاد أمين عام حزب النهج الجديد الأردني الدكتور فوزان البقور، بالجهود المصرية التي أثمرت عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عقب شهور من المعاناة والقتل والتخريب والتدمير من قبل قوات الاحتلال، مشيرا إلى أن صمود أهالي غزة لعب دورا محوريا في الوصول إلى هذا الاتفاق مع الجهود المصرية والعربية المشتركة .
وأشار البقور إلى أن مصر والأردن قادتا جهودا كبيرة دبلوماسيا وإنسانيا منذ بداية الحرب للعمل على وقفها، موضحا أن لقاءات الرئيس السيسي وأخيه العاهل الأردني لم تنقطع، بالإضافة إلى جولات الملك عبدالله الثاني التي ساهمت في توضيح الرأي العام العالمي وجعله أكثر إطلاعا على ما يحدث من قتل وتدمير على يد قوات الاحتلال لأهالي غزة .
ورأى البقور إلى أن الجهود المصرية الأردنية كانت ومازالت وتم تكثيفها عقب إعلان وقف إطلاق النار من أجل إنفاذ المزيد من المساعدات لأهالي القطاع، مشيرا إلى أن منافد دخول المساعدات إلى الشعب الفلسطيني ستكون عبر الأردن ومصر إلى غزة والضفة الغربية وهو ما يتم العمل عليه حاليا على أعلى مستوى بين البلدين الشقيقتين.
وبدوره قال الدكتور قاسم عمرو أستاذ العلوم السياسية بجامعة البترا الأردنية، إن لحظة الوصول إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تمثل لحظة فارقة في إنقاذ أهالي غزة من يد الاحتلال ووقف نزيف الدم، مشيرا إلى أن هذه اللحظة كانت لن تأتي إلا بصمود الشعب الفلسطيني وجهود مصر وبالتعاون المستمر والتنسيق بين القاهرة وعمان منذ بداية العدوان.
ونوه عمرو إلى أن مصر والأردن بذلتا جهودا عربية ودولية من أجل إنقاذ أهالي غزة ورفضا خطة التهجير الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هذا الموقف المصري الأردني عزز من صمود أهالي غزة وساهم في تخفيف المعاناة عبر تقديم الدعم والمساعدات.
وشدد على ضرورة أن يستمر هذا التعاون والتنسيق المصري الأردني وكذلك تقديم الدعم العربي والدولي لهذا التعاون لأن مصر هى رئة غزة والأردن رئة الضفة، مشيرا إلى أن المكان والتاريخ جعل من القاهرة وعمان عاملا أساسيا للقضية الفلسطينية والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يسعى إليه الرئيس السيسي وأخيه العاهل الأردني عقب وقف إطلاق النار نحو الدفع لعملية سلام شاملة وجامعة.
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والذي تمتد مرحلته الأولى لـ 42 يوما، حيث شرعت شاحنات المساعدات الإنسانية في الدخول من الجانب المصري إلى القطاع، تحمل على متنها المساعدات الإنسانية التي ستقدم إلى سكان قطاع غزة مع بدء تنفيذ الاتفاق .
يذكر أنه تم الإعلان يوم الأربعاء الماضي عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة "حماس" والعودة إلى الهدوء المستدام ينفذ على ثلاث مراحل؛ بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية؛ ليبدأ سريان الاتفاق اعتبارًا من اليوم /الأحد/.
ويتم خلال المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يومًا منذ بدء سريان الاتفاق؛ انسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.. وتتضمن المرحلة الأولى أيضا تكثيف إدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود، وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.
وكان قد تأخر تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان مقررا في الثامنة والنصف صباح اليوم، بسبب عدم تسليم القائمة الكاملة للمحتجزين في قطاع غزة المتفق على إطلاق سراحهم عقب سريان الاتفاق.