تتجه أنظار الأسواق العالمية والمحلية إلى أسعار الذهب خلال الأسبوع المقبل، وسط توقعات متباينة بتحركات المعدن الأصفر، التي قد تشهد ارتفاعًا ملحوظًا على المدى القريب، حيث يظل الذهب أحد الملاذات الآمنة في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، ما يضمن استمراره في جذب الاستثمارات على مدار الأسبوع المقبل.
ارتفاع محتمل للأوقية
وقال الدكتور سمير رؤوف، خبير أسواق المال، إن أسعار الذهب العالمية تشهد تقلبات ملحوظة حاليًا، مشيرًا إلى توقعاته بارتفاع سعر الأوقية إلى ما بين 2800 و2850 دولارًا في الأيام العشرة المقبلة، وذلك عقب تنصيب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأضاف رؤوف أن سعر الأوقية حاليًا يقدر بنحو 2700 دولار، مع توقعات بأن يصل إلى 2800 دولار قبل نهاية شهر يناير الجاري.
وأشار رؤوف إلى أن التوترات الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة، سواء في الشرق الأوسط أو في الأسواق العالمية، ستكون عوامل رئيسية في تحريك أسعار الذهب.
وتوقع أن يتأرجح سعر الأوقية بين 2800 و2850 دولارًا، وإذا هدأت التوترات في الشرق الأوسط، فقد يشهد الذهب تراجعًا طفيفًا، إلا أن استقرار الاقتصاد العالمي وتزايد التضخم قد يدفعان بأسعار الذهب نحو الارتفاع مرة أخرى، وربما تصل إلى 3000 دولار للأوقية بحلول نهاية العام.
زيادة الطلب قد ترفع الأسعار محليًا
من جانب آخر، توقع سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة" لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن يشهد السوق المحلي زيادة في أسعار الذهب مع زيادة الطلب المحلي، أو إذا تم وقف تصدير الذهب الخام إلى الخارج.
وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب الحالية تمثل فرصة جيدة للشراء، رغم تراجع أسعار الذهب في الأسواق المحلية بنسبة 0.5% خلال الأسبوع المنتهي مساء السبت الماضي.
ووفقًا لتقرير منصة "آي صاغة"، افتتح جرام الذهب عيار 21 تعاملات الأسبوع الماضي عند مستوى 3800 جنيه، ووصل إلى مستوى 3750 جنيهًا، واختتم تعاملات الأسبوع عند مستوى 3780 جنيهًا.
وفي المقابل، ارتفعت أسعار الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 0.5%، حيث افتتحت الأوقية عند مستوى 2689 دولارًا، واختتمت تعاملات الأسبوع عند 2703 دولارات.
ارتفاع في البورصة العالمية وسط ترقب اقتصادي
أوضح إمبابي أن أسعار الذهب في البورصة العالمية ارتفعت بشكل طفيف، وسط ترقب الأسواق العالمية لتخفيض محتمل في أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في النصف الأول من عام 2025، خاصة بعد ارتفاع معدل التضخم الأمريكي وارتفاع معدل البطالة.
وتعكس تصريحات بنك الاحتياطي الفيدرالي حالة من القلق بشأن السياسات الاقتصادية المحتملة للإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، ومن المتوقع أن تتخذ الأسواق موقفًا ترقبيًا حتى يتم تنصيب ترامب غدًا الاثنين، وهو ما قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع، خصوصًا مع تزايد الطلب على الذهب في أوقات عدم اليقين السياسي والاقتصادي.
الترقب لتقرير التضخم ومؤشرات البطالة
من المتوقع أن يترقب المستثمرون في الأسبوع المقبل تقارير مهمة، بما في ذلك بيانات مؤشرات مديري المشتريات الأولية، بالإضافة إلى مطالبات البطالة الأولية في الولايات المتحدة، والتي ستسهم بشكل كبير في تحديد مسار أسواق الذهب عالميًا.