بعد بدء سريان وقف إطلاق النار اليوم الأحد، اصطفت الشاحنات المحملة بالمساعدات التي تشمل كافة الاحتياجات الضرورية، تمهيدًا لدخولها عبر معبر رفح من الجانب المصري، باتجاه معبر كرم أبو سالم في الجانب الفلسطيني، وفي الوقت ذاته، استكمل الجانب المصري تجهيزاته الكاملة لاستقبال الجرحى في مستشفيات شمال سيناء.
وفي أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل، بدأت الدولة المصرية بتنفيذ برنامج مساعدات إنسانية ضخمة لمساعدة سكان قطاع غزة، وقالت مصادر إن 95 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية من وقود وغاز وبنزين وسولار ومواد غذائية وأدوية عبرت معبر كرم أبو سالم تمهيداً لإدخالها إلى غزة.
واصطفت مئات الشاحنات في انتظار على جانب معبر رفح البري "من الناحية المصرية"، وقالت مصادر أمنية إن نحو 200 شاحنة بينها 20 شاحنة تحمل الوقود كانت متجهة نحو معبر كرم أبو سالم.
ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن أكثر من 500 شاحنة مساعدات على وشك الدخول إلى قطاع غزة قريبًا، وقالت مصادر مصرية إن 2000 شاحنة أخرى تنتظر السماح لها بالدخول إلى الميناء.
استعدادات من شمال سيناء
قام وفد حكومي مصري برئاسة وزيرة الصحة والتضامن الاجتماعي بزيارة شمال سيناء أمس السبت لتفقد الاستعدادات اللوجستية في مدينة العريش ومحيطها.
وخلال الزيارة، تفقد الوفد المستشفيات ومراكز الإسعاف ومخازن الهلال الأحمر التي تم تجهيزها لاستقبال المرضى والمصابين وتقديم المساعدات الإنسانية.
وبالتوازي مع جهود الحكومة، قام الاتحاد القومي لمشروعات المجتمع المدني التنموية بتجهيز المساعدات التي تشمل المواد الغذائية والبطاطين ومستلزمات النظافة والملابس.
وقالت رئيسة مؤسسة مرسال، إن جهود المساعدات منظمة لتلبية الاحتياجات الفعلية لسكان غزة، حيث أصبح معبر رفح البري مركز عمليات المساعدات الإنسانية، ويقتصر على دخول الشاحنات المصرية من رفح إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة.
شوهدت اليوم، الأحد، عشرات الشاحنات مصطفة في انتظار دخول الميناء وسط تفاؤل بتخفيف المعاناة الإنسانية لسكان غزة، وأكدت وزارة الصحة جاهزية مراكز الإسعاف والمستشفيات لاستقبال الجرحى والمصابين من غزة، فيما قدم 1500 متطوع من الهلال الأحمر الدعم النفسي والميداني.
وقال المتحدث باسم الوزارة حسام عبد الغفار أن الجهود مستمرة لضمان تقديم الخدمات الطبية واللوجستية بشكل منظم، فيما تواصل مصر جهودها بالتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، بما يعكس دورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية وتخفيف معاناة سكان غزة.
المساعدات الإنسانية قبل وقف العدوان
كانت قد أعلنت مصر في منتصف العام الماضي، عن زيادة عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة إلى أكثر من 300 شاحنة مساعدات إنسانية يومياً، وعكست هذه الخطوات السابقة، التزام القاهرة بمساعدة الشعب الفلسطيني أثناء الحصار وذلك قبل أن تغلق إسرائيل جميع المنافذ الحدودية خاصة معبر رفح من الناحية الفلسطينية، والتي من أهمها معبر فيلادلفيا.
وتحدث ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، في وقت سابق من العام الماضي، إن عدد الشاحنات التي دخلت قطاع غزة من الجانب المصري تجاوز 19 ألف شاحنة منذ بدء الاجتياح الإسرائيلي لغزة، وتشمل المساعدات آلاف الأطنان من المواد الغذائية والأدوية والوقود والمياه ومواد الإغاثة الأساسية وسيارات الإسعاف المجهزة.
وقد استقبلت مصر أكثر من 3,764 جريحاً ومريضاً من غزة لتلقي العلاج، بالإضافة إلى آلاف الأجانب ومرافقيهم، وذلك قبل اغلاق المعابر الحدودية.
هذا وبالإضافة إلى عمليات إنزال جوي بالتعاون بين الجيش المصري، والأمم المتحدة، لنقل عشرات الأطنان من إمدادات المساعدات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها داخل غزة.